سياسيون: زيدان زار القاهرة من أجل بقاء حكومته
خالد المهير-طرابلس
زار رئيس الوزراء الليبي علي زيدان القاهرة السبت الماضي بعد عودته من مؤتمر القمة الأفريقية التي انعقدت في 3 يناير/كانون الثاني الحالي بأديس أبابا.
والتقى زيدان أثناء زيارته السريعة لـمصر وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي الذي ظهر في شاشات التلفزيون بملابس الحرب ورئيس مجلس الوزراء حازم البيبلاوي.
ولم ترشح أي معلومات عن الزيارة حتى أن وزارة الخارجية الليبية قالت على لسان مسؤول فيها للجزيرة نت إنها لم تحصل على معلومات كافية.
أقويدر قال إن الزيارة تأتي في وقت هام لتدارك أي استغلال لحادثة اختطاف الدبلوماسيين المصريين في ليبيا |
وكان زيدان قد اتهم قبل زيارته للقاهرة كتلة حزب العدالة والبناء ذات التوجهات الإسلامية بـالمؤتمر الوطني العام بعرقلة برنامجه الحكومي.
وتواجه حكومة زيدان شبح إسقاطها في أي لحظة بشرط اتفاق كتل تحالف القوى الوطنية بزعامة محمود جبريل والعدالة والبناء والوفاء للشهداء، لكن فيما يبدو أن زيدان يحاول جاهدا إبقاء حكومته إلى ما بعد 7 فبراير/شباط الحالي.
وتجيء الزيارة أيضا بعد أزمة اختطاف الدبلوماسيين المصريين في طرابلس واعتقال القاهرة لرئيس غرفة عمليات "ثوار ليبيا" شعبان هدية الأسبوع الماضي.
اتصالات "مشبوهة"
أشد الانتقادات للزيارة جاءت على لسان رئيس اللجنة التسييرية لتحالف القوى الوطنية عبد المجيد مليقطة الذي قال إن زيدان يريد أطول فترة بقاء لحكومته وإن مثل هذه الزيارات كان من المفترض أن يقوم بها إلى مدن بلاده.
ويؤكد مليقطة في حديثه للجزيرة نت أن أي اتصالات خارجية في هذا الوقت خاصة تحمل علامات استفهام كبيرة، مؤكدا أن تحالفهم الذي ينتمي إليه زيدان ليست لديه معلومات عن فحوى الزيارة، قائلا إن زيدان في موقف صعب، مشيرا إلى هجومه على جماعة الإخوان المسلمين عقب زيارته للقاهرة قبل الأخيرة.
وشن النائب الأول للمجلس الأعلى لـ"ثوار ليبيا" سابقا أسامة كعبار من جانبه هجوما لاذعا على الزيارة ووصفها بـ "المشبوهة" مؤكدا أنه جاء إليها من دولة الإمارات.
ويرفض كعبار القول إن الزيارة كانت دبلوماسية لتحسين العلاقات بين البلدين مشيرا إلى أنها تصب فى خانة محاولاته المستميتة للتمسك بموقعه فى رئاسة الحكومة بعد السابع من فبراير/شباط الحالي.
وفي نفس الاتجاه يسير الناطق باسم حزب العدالة والبناء محمد الحريزي حيث قال في تصريحات صحفية له أمس الأحد إن الزيارة محاولة للبحث عن دعم خارجي بعدما فقد رئيس الحكومة الدعم في الداخل.
وأضاف الحريزي أن زيدان "يتخبط ولا يدري ماذا يفعل، لقد فقد ثقة الشعب وثقة أغلب أعضاء المؤتمر، فهو يبحث عن ثقة من قوى خارجية لعلها تساعده على البقاء فترة أطول".
لكن المحلل السياسي إبراهيم المقصبي يرجح أن زيدان حطت به الطائرة في القاهرة لمعالجة ملفات تهريب السلاح وأنصار الراحل معمر القذافي المتواجدين في القاهرة والعمالة المصرية، وأن الزيارة "لتطييب خواطر المصريين بعد أزمة المختطفين الدبلوماسيين، ولو بدون اعتذار علني".
ويقول المحلل المقصبي للجزيرة نت إن هاجس سحب الثقة عن حكومة زيدان يلاحقه هذه الأيام، وإن تصريحاته تظهر أنه متمسك بالبقاء في السلطة ومن الممكن أن يستخدام النفوذ المصري والإماراتي للتأثير على بعض الأطراف الليبية.
وقال المقصبي صراحة إن زيدان يحاول جمع أكبر تأييد لحكومته من خلال حزمة منافع للإمارات ومصر مؤكدا أن نجاح زيارته مرهون بالبقاء في منصبه إلى مابعد السابع من فبراير/شباط الحالي.
زيارة موفقة
ولرئيس المركز الليبي للأبحاث ودراسة السياسات إبراهيم أقويدر رأي مغاير، فقد قال إن الزيارة تأتي في وقت هام لتدارك أي استغلال لحادثة اختطاف الدبلوماسيين المصريين في ليبيا من قبل الذين يتصيدون من أجل الإساءة لمصر والعمل علي تدهور العلاقات الليبية المصرية.
وأردف أقويدر في حديث للجزيرة نت قائلا إن مصر هي العمق الإستراتيجي لليبيا ومن الأهمية بمكان أن تكون العلاقة بها طيبة في جميع المجالات، واصفا الزيارة بأنها موفقة للغاية في هذا التوقيت.
وحينما سألت الجزيرة نت أقويدر إن كان زيدان يبحث عن سند خارجي لحكومته لما بعد السابع من فبراير/شباط الحالي اكتفى بالقول "لوكان زيدان يفكر بهذا الشكل لكانت انتهت مشاكل كثيرة من ليبيا، ولو كان محمود جبريل أقول لك من الممكن ذلك".
ويصب في هذا الإتجاه حديث جمال أبو لسين رئيس المكتب السياسي لـ حزب الوطن، وهو حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية حيث أكد أن الزيارة تأتي في إطار دعم العلاقات بين البلدين، خاصة بعد أزمة الدبلوماسيين المصريين، مؤكدا أن مصر دولة شقيقة وجارة ولايمكن إنكار وجودها، مضيفا أن زيدان لا يبحث عن دعم خارجي.