جنازة مهيبة لرفات شهيدين فلسطينيين
عوض الرجوب-بيت لحم
وتمت عملية تسليم الرفات على معبر ترقوميا غرب الخليل بعد أسابيع من إجراء فحوص الحمض النووي، ليرتفع بذلك عدد من سلمت جثامينهم في الفترة الأخيرة إلى ثمانية من أصل 36 شهيدا يتوقع تسليم رفاتهم تباعا.
انتصار أحلام الشهيدة
واستشهدت آيات، وهي من كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، في 29 مارس/آذار 2002 عندما فجرت نفسها في مركز تجاري بـالقدس، فيما استشهد أبو صوي وهو من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قبلها بأشهر عندما فجر نفسه على مقربة من فندق سياحي بالمدينة.
وفي مشهد أعاد إلى الأذهان جنازات شهداء الانتفاضة الأولى التحمت القوى والفصائل الفلسطينية معا في جنازة الشهيدين التي اتجهت من مخيم الدهيشة إلى بلدة إرطاس القريبة، وردد المشاركون -عبر مكبرات الصوت- هتافات تدعو للثأر والعودة إلى نهج المقاومة.
واعتبرت أم سمير والدة آيات خروج جثمان ابنتها انتصارا لأحلام الشهيدة وتحقيقا لأمنيتها في أن تدفن في مسقط رأسها بمدينة بيت لحم، مخاطبة روح الشهيدة قائلة إن الشعب الفلسطيني يسير "على طريقك يا آيات".
أما سمير الأخرس، شقيق الشهيدة، فعبر عن افتخاره بشقيقته، وقال للجزيرة نت في حديث مقتضب على هامش الجنازة إن الوقفة الجماهيرية اليوم دليل ومؤشر على اصطفاف الفلسطينيين وراء الاستشهاديين الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.
مشهد من انتفاضة الأقصى
وأضاف أن أجواء جنازة اليوم أعادت للأذهان صورة جنازات الشهور الأولى لانتفاضة الأقصى عام 2000، معربا عن أمله بأن يتمكن أهالي الشهداء الذين لا يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم من دفن أبنائهم.
وأوضحت الناطقة باسم الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء فاطمة عبد الكريم أن تشييع رفات شهيدي بيت لحم اليوم يرفع عدد الشهداء المفرج عن رفاتهم إلى ثمانية من بين 36 شهيدا أجريت لجثامينهم فحوص الحمض النووي ويتوقع الإفراج عنهم تباعا.
وذكرت في حديثها للجزيرة نت أن 284 شهيدا لا تزال جثامينهم محتجزة أو مفقودة، مشيرة إلى برنامج قانوني خاص لدراسة كل حالة أو مجموعة حالات ومتابعتها.
وشهدت الجنازة مشاركة أمنية مكثفة، ولم يبرز في المقابل أي دور للأجنحة الفلسطينية المسلحة لا سيما كتاب شهداء الأقصى التي تنتمي إليها الشهيدة آيات الأخرس.