معركة يبرود يخوضها النظام بالإعلام والدبابة
الجزيرة نت-يبرود
معارك عنيفة تلك التي تخوضها المعارضة السورية المسلحة ضد قوات النظام في مدينة يبرود التي تعد بمثابة القلعة الحصينة للثوار في القلمون، فقد مضى على "تحريرها" ما يزيد عن عام ونصف وحاولت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها اقتحامها عدة مرات لكنها لم تفلح، رغم أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتقصف بالمدفعية أو بالطيران.
آخر محاولات النظام السوري لاقتحام المدينة بدأت منذ خمسة أيام بعد حملة إعلامية واسعة، ويرى ناشطون أن عنوان هذه المعركة هو "تدمير يبرود فوق رؤوس ساكنيها".
يقول مدير المؤسسة الإعلامية في القلمون غيفارا الشامي إن المعركة الأخيرة في يبرود ليست بالجديدة، متحدثا عن الاشتباكات والقصف اللذين لم يفارقا المدينة منذ "تحريرها"، ولكن الفارق هذه المرة هو المحاولة الجادة والحشد الإعلامي أولا والعسكري ثانيا لقوات النظام وحلفائه لاقتحام المدينة.
ويضيف الشامي للجزيرة نت أن "الذي حدث في الفترة الأخيرة هو تصعيد واضح في القصف، وضخ إعلامي كبير، وحشد لقوات النظام ومليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس وغيرهم، وهذا التصعيد امتداد لما يجري منذ أحداث النبك وسقوطها بيد النظام، فالاشتباكات على الطريق الدولي لا تهدأ".
أوضاع صعبة
وعن رواية الإعلام السوري الرسمي بتمكن قوات النظام من السيطرة على أجزاء واسعة من يبرود، يرد الشامي بأنه "إلى هذه اللحظة لم يستطع النظام التقدم مترا واحدا، وما أشاعه عبر إعلامه وقنواته عن تقدم باتجاه يبرود كان عبارة عن كمين نصبه الجيش السوري الحر لعناصره، حيث إن الثوار سمحوا لهم بالتقدم ثم قاموا بالقضاء على بعضهم وأسر الآخرين".
أما عن وضع المدنيين داخل يبرود فيؤكد مدير المركز الإعلامي بالقلمون عامر القلموني أنهم في وضع سيئ للغاية جراء نقص المواد الغذائية في المدينة والقصف المستمر الذي لا يهدأ.
ويضيف القلموني للجزيرة نت أن "وضع الناس داخل يبرود سيء للغاية ويتجه إلى الأسوأ في ظل نقص في المواد الغذائية، وانقطاع التيار الكهربائي، وهو وسيلة التدفئة الوحيدة للسوريين عموماً بعد ارتفاع أسعار المحروقات وحرمان المناطق المحررة منها، إضافة إلى القصف الذي لا يهدأ على أرجاء المدينة".
نزوح كثيف
وعن نزوح الأهالي تجاه البلدات اللبنانية، يقول القلموني إن حركة النزوح كثيفة من المدينة، فهناك أكثر من أربعة آلاف نازح حتى هذه اللحظة خلال ثلاثة أيام أغلبهم توجه إلى بلدة عرسال اللبنانية، ولكن مخيمات اللجوء هناك غصت بعشرات الآلاف منهم مما يجعل الأمر يزداد سوءا، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الإيجار التي تصل إلى ألف دولار للغرفة الواحدة.
ويشير إلى أن بعض النازحين يتجهون إلى عمق القلمون والمناطق المحررة كالجبة وعسال الورد وحوش عرب ورنكوس وجبعدين، ويبيتون في منازل أقربائهم وفي المساجد، مؤكدا أن أوضاعهم الإنسانية أيضاً سيئة للغاية.
وعن خسائر قوات النظام وحلفائه، يقول القلموني "حتى اللحظة تم تدمير 15 دبابة من قبل الثوار وهم جميعهم ملتحمون بشكل كبير ويخضعون لقيادة واحدة ومنظمة، بينما نشهد تفككا كبيرا بين صفوف القوات الغازية، كما يغص مشفى النبك العسكري بقتلاهم وجرحاهم".
ورغم موجات النزوح عن يبرود فإن المدينة التي كانت تضم نحو أربعين ألفا قبل اندلاع الثورة، صارت اليوم تضم أكثر من مائة ألف أغلبهم ممن هجرتهم آلة الحرب في اللاذقية ودرعا، والحصة الأكبر كانت من نصيب حمص لقربها من المدينة.