كيري يحث الصين على تسوية خلافاتها الإقليمية
رفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الاثنين من مستوى ضغوطه الدبلوماسية على الصين لحل النزاعات البحرية مع الدول الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا، استنادا إلى المبادئ القانونية الدولية وليس عبر الاتفاقات الفردية التي تفضلها بكين.
وقال كيري الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا إن استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادي يتوقف على تحقيق "ميثاق عمل ملزم" يساعد الدول على التعامل سلميا مع المطالب المتعارضة في بحر الصين، وتجنب تفجر صراع في واحد من أهم الممرات المائية الإستراتيجية في العالم.
وأوضح أنه "ليس من قبيل المبالغة القول إن استقرار المنطقة في المستقبل يتوقف في جانب منه على نجاح وتوقيت جهود التوصل إلى ميثاق عمل".
وأضاف كيري "كلما استغرقت العملية وقتا أطول احتدم التوتر وتعاظمت فرص التوصل إلى تقدير خاطئ من جانب طرف ما يمكن أن يشعل صراعا ليس في مصلحة أحد".
وتأتي تصريحات كيري -الذي يقوم بجولة آسيوية- بعد الجهود المتزايدة من جانب رابطة دول جنوب شرق آسيا لإقناع الصين المترددة بالموافقة على ميثاق عمل ملزم في المياه المتنازع عليها.
ورأى الوزير الأميركي أن التفاوض على إبرام اتفاقية للشراكة التجارية عبر المحيط الهادي سيستمر، وأنه يعتقد أن الكونغرس الأميركي سيتوصل إلى نتائج ملائمة بشأن المحادثات التجارية.
من جهة أخرى، تشعر الولايات المتحدة بقلق متزايد إزاء ما تعتبره جهودا صينية لبسط سيطرتها بشكل تدريجي على بحار منطقة آسيا والمحيط الهادي، بما في ذلك إعلانها يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي منطقة للدفاع الجوي في شرق بحر الصين تضم جزرا تتنازع مع اليابان السيادة عليها.
وتطالب الصين بالسيادة على نحو 90% من جنوب بحر الصين الذي تبلغ مساحته 3.5 ملايين كلم2 وتحدد ما ترى أنها منطقتها على الخرائط، وهي منطقة تلتف حول البحر من جنوب الصين.
يذكر أن عدة دول آسيوية تدعي السيادة على مناطق في جنوب بحر الصين، منها بروناي وماليزيا والفلبين وفيتنام وتايوان.
ومن بين بواعث القلق المحتملة سيطرة الصين على ما يعتقد أنها احتياطيات لا بأس بها من النفط والغاز، وتتراوح تقديرات احتياطيات النفط والغاز المؤكدة وغير المكتشفة في البحر بالكامل بين 28 و213 مليار برميل، حسب ما ذكرته إدارة إعلام الطاقة الأميركية في تقرير صدر في مارس/آذار 2008.
وفي المقابل أعلنت الصين أنها تعتزم إرسال دبلوماسي رفيع المستوى إلى كوريا الشمالية اليوم الاثنين، بعد ثلاثة أيام من وعدها لوزير الخارجية الأميركي بالضغط على بيونغ يانغ لاستئناف المحادثات حول إنهاء برنامج الأسلحة النووية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ إنه من المقرر أن يصل ليو شينمين نائب وزير الخارجية الصيني إلى بيونغ يانغ بوقت لاحق اليوم، في زيارة تستمر أربعة أيام وتركز على المشاورات الدبلوماسية.
زيارة روتينية
غير أن المتحدثة الصينية نفت أن تكون الزيارة استجابة لضغوط كيري الذي زار الصين قبل أيام، وقالت إنها تندرج تحت "الاتصالات الروتينية" بين دبلوماسيي البلدين.
وقالت إن شينمين سيناقش مع نظرائه الكوريين الشماليين العلاقات الثنائية و"الوضع الإقليمي وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك".
وتتزامن زيارة المسؤول الصيني أيضا مع نشر تقرير للأمم المتحدة ينتقد بشدة وضع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
ومن المتوقع أن يدعو التقرير الذي يصدر لاحقا اليوم في جنيف، إلى محاسبة بيونغ يانغ على سلسلة من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.
وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت قبيل التقرير الأممي شهادات أدلى بها أربعة لاجئين سياسيين وصفوا انتهاكات وقعت في معسكرات عمل بكوريا الشمالية، من بينها الاغتصاب والتعذيب والإعدام.