الحكومة الباكستانية تعلق الحوار مع طالبان
نقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصدر في اللجنة الحكومية للتفاوض مع حركة طالبان باكستان أن اللجنة علقت المحادثات بين الجانبين احتجاجا على إعدام الحركة 23 عنصرا من قوات الأمن شبه العسكرية اختطفتهم قبل سنوات.
وقال رئيس اللجنة الحكومية في المفاوضات عرفان صديقي إن المفاوضات ستكون بلا معنى في ضوء قتل عناصر الأمن المختطفين.
وعزا مراسل الجزيرة الخطوة إلى إعلان فصيل طالباني في منطقة مهمند إيجنسي القبلية الباكستانية القريبة من بيشاور عن إعدامه 23 عنصرا من قوات الأمن الباكستانية بدعوى مواصلة الحكومة قتلها عناصر طالبان في عدة مناطق رغم إعلانها دخول التفاوض مع طالبان.
وتقول مصادر في طالبان إن زعيم طالبان في منطقة مهمند إيجنسي عمر خالد خراساني من الرافضين للحوار مع الحكومة، ويعمل على نسف هذه المفاوضات.
يشار إلى أن عناصر الأمن اختطفوا عام 2010 من حاجز شونغاري الحدودي بين باكستان وأفغانستان بمهمند.
وكانت حركة طالبان باكستان قد اشترطت الاثنين الماضي الإفراج عن معتقليها وسحب القوات المسلحة من معاقلها بالمناطق القبلية من أجل المضي في محادثات السلام مع حكومة إسلام آباد التي انطلقت الشهر الفائت.
وجاء الإعلان عن هذه المطالب عقب لقاء بين فريق مفاوضي طالبان والقيادة المركزية للحركة التي تضم فصائل إسلامية مسلحة في شمال وزيرستان القبلية التي تقع بالقرب من الحدود الأفغانية.
شروط
وأثناء اللقاء أبلغ قادة الحركة مفاوضيهم بأن تنفيذ شروط الحركة يشكل "اختبارا" للمضي قدما في محادثات السلام التي بدأت الخميس الماضي، وفق ما قاله قيادي من طالبان.
وأكد هذا المسؤول أن فريقه سيلتقي نظراءه من الحكومة أثناء الأيام المقبلة كي يبلغهم بمطالب الحركة، على أن يعودوا برد السلطات. وأشار إلى أن ثمة "فرصة لوقف حمام الدم"، رافضا الكشف عن تفاصيل رد الحركة على مطالب السلطات.
وتطالب طالبان أيضا بفرض الشريعة الإسلامية ووقف ضربات الطائرات الأميركية بدون طيار في معاقلها بالمناطق القبلية.
وكانت جولة من المحادثات بين الحكومة وإسلام آباد جرت في وقت سابق من الشهر الجاري، وأسفرت عن جملة مبادئ، منها إدخال جدول زمني للحوار في دستور البلاد، والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى عرقلة المفاوضات، في إشارة ضمنية إلى ضرورة وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأكد الجانبان -في بيان صدر بعد الجولة الأولى للمحادثات التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات- التزامهما بالحوار.
وكان رئيس الوزراء الباكستان نواز شريف أعلن نهاية الشهر الماضي استئناف المفاوضات بعد أن توقفت على خلفية مقتل قائد طالبان حكيم الله محسود بضربة من طائرة أميركية بدون طيار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
يذكر أن الفترة الماضية شهدت تصعيد طالبان هجماتها على قوات الأمن، مما دفع الجيش إلى إرسال طائرات مقاتلة لقصف معاقلهم في وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان.