موسكو تتهم واشنطن بتشويه موقفها بشأن سوريا


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن تصريحات أوباما متعجرفة وظالمة، مؤكدا بأن بلاده تشعر بذات القلق الذي لدى الولايات المتحدة تجاه الأزمة الإنسانية في سوريا.
وكرر المسؤول الروسي القول بأن التأخر في عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية حدث بسبب مسائل فنية وبفعل المخاطر الأمنية المحتملة لنقل مواد سامة في منطقة حرب وليس بسبب تلكؤ دمشق مثلما تقول واشنطن.
وأشار لوكاشيفيتش أن لدى واشنطن كافة المعلومات التي تحتاج إليها كي تفهم ذلك ولبناء رؤية واقعية عما يحدث على الأرض في سوريا سواء في المجال الإنساني أو عملية نزع السلاح، وتساءل لماذا يتم تشويه موقف بلاده بهذه الطريقة المنحازة.
وكان أوباما حذر روسيا من أنها تتحمل مسؤولية منع المساعدات عن المدنيين السوريين المحتاجين إليها بشدة، في حال عرقلت صدور القرار الأممي، قائلا إن وزير خارجيته جون كيري أبلغ الروس أنهم "لا يستطيعون أن يقولوا إنهم قلقون على وضع الشعب السوري في وقت يجوعون فيه المدنيين".
جاء ذلك بعد إعلان روسيا أنها ستصوت ضد مشروع القرار الذي وزعته أستراليا ولوكسمبورغ، ووصفته بأنه يمهد الطريق لتدخل عسكري محتمل.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن "مشروع القرار غير مقبول ولن ندعم تمريره".

تأييد أميركي
في المقابل أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور أن بلادها تؤيد بشدة فكرة مشروع القرار، مضيفة أن تجاهل نظام بشار الأسد لما يعانيه الشعب السوري واضح، وذكرت أن إزالة العقبات التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية مسألة "أكثر من ملحة".
وأضافت أن صمت مجلس الأمن الدولي يعد بمثابة خذلان للشعب السوري، مما يعني "أننا لا نؤدي دورنا كأمناء على السلم والأمن الدوليين".
وكان مجلس الأمن قد شرع الثلاثاء في مناقشة مشروع القرار الذي يرمي إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحاصرين، ويطالب بوصول حر وآمن إلى السكان المحتاجين وبرفع فوري للحصار عن مناطق سورية بينها حمص القديمة ونبل والزهراء في محافظة حلب شمال البلاد، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.
واستبعد دبلوماسيون التصويت على مشروع القرار قبل الأسبوع القادم بسبب معارضة روسيا له، ولتفادي التأثير سلبا على مفاوضات جنيف2.
واستخدمت روسيا منذ بداية الأزمة السورية حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات متتالية لمنع صدور قرارات بمجلس الأمن تندد بنظام الأسد، وتهدده بفرض عقوبات عليه.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين سوري يحتاجون للمساعدة، وإن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا في الصراع بسوريا الذي بدأ في مارس/آذار 2011.