تحذير أممي من مجاعة بجنوب السودان
مثيانق شريلو-جوبا
حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بـجنوب السودان توبي لانزر من تزايد الاحتمالات بشأن تعرض أحدث دولة في العالم لمجاعة وتدهور الأوضاع الاقتصادية بصورة خطيرة، ما لم يلتزم طرفا النزاع المسلح بوقف المواجهات العسكرية.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت الأسبوع الماضي إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات غذائية. وينذر التحذير الأممي الجديد بتفاقم الأوضاع الإنسانية مع تحذيرات من مسؤولين محليين بفشل الموسم الزراعي مع اندلاع المواجهات المسلحة بين الحكومة والمسلحين التابعين لـرياك مشار للنائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال لانزر فى مؤتمر صحفى عقده بجوبا "إن ما يقارب الـ90 ألف شخص قد نزحوا إلى مقاطعة أوريال بولاية البحيرات قادمين من ولاية جونقلى بعد اندلاع القتال فيها في ديسمبر/كانون الأول الماضي"، ووصف المنسق الأممي أوضاع النازحين بـ"المزرية".
وأدى خلاف سياسي داخل حزب الحركة الشعبية الحاكم إلى اندلاع القتال بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار، وتقود الهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) وساطة سياسية لنزع فتيل الأزمة وتحقيق السلام بين الأطراف المتحاربة.
تخزين مسبق
وقال لانزر إنهم يقومون بما أسماه "التخزين المسبق الحيوي لإمدادات الإغاثة اللازمة" لإمكانية تقديمها للنازحين عند حلول موسم الأمطار في الوقت الذى تكون فيه معظم الطرق مقطوعة.
ويشير عضو اتحاد مزارعي جنوب السودان ماكور دينق إلى أنه باستمرار المواجهات المسلحة فإنه يصعب على المزارعين المحليين ممارسة أنشطتهم الزراعية خوفا من الحرب.
وأضاف دينق للجزيرة نت أن السلام هو المخرج الوحيد لمجابهة خطر المجاعة الذي سيؤدي إلى زيادة حصيلة الموتى في جنوب السودان.
وكان الطرفان المتقاتلان توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وتأجلت الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الطرفين المتحاربين في جنوب السودان التي كان مقررا أن تنطلق الاثنين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأوقع النزاع آلاف القتلى منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي وأدى إلى تهجير تسعمائة ألف شخص من منازلهم، وسط تحذيرات من اتخاذ النزاع طابعا قبليا أحيانا بين قبيلة الدينكا التي يتحدر منها سلفاكير والنوير قبيلة مشار.