الصومال تصيبه حمى تأسيس الأحزاب السياسية

قاسم أحمد سهل-مقديشو

توقيت مناسب
ويرى الأمين العام لحزب دلجر، حسن حاجي إبراهيم، أن الشعب الصومالي على درجة كبيرة من الوعي والنضج، ويدرك أن الصومال انتقل لمرحلة سياسية تقضي بتأسيس أحزاب تغير المسار السياسي المبني على أسس قبلية ومصالح شخصية، رغم صعوبة نشر العمل الحزبي في الظرف الحالي في بعض المناطق، لا سيما التي تخضع لحركة الشباب المجاهدين.
ووفق إبراهيم الذي تحدث للجزيرة نت، فإن الاستحقاقات الانتخابية قادمة في عام 2016، وهو ما يجعل تأسيس أحزاب سياسية قبل حلول ذلك الموعد مناسبا.
ولفت إلى أن ظروفا خاصة تحول دون إقرار قانون الأحزاب من قبل البرلمان، رغم أن حزبهم تقدم بطلب تأسيسه مع عددا آخر من الأحزاب إلى اللجنة البرلمانية لتنظيم الأحزاب.
غير أن رئيس اللجنة البرلمانية لتنظيم الأحزاب عبد الرزاق جورلي أوضح في حديث للجزيرة نت أنهم "لا يعتبرون الأسماء التي تسلمتها لجنتهم -والتي بلغت أكثر من أربعين اسما- أحزابا سياسية، وإنما هي تنظيمات سياسية غير مسجلة، حتى يتم إقرار قانون الأحزاب من قبل البرلمان الصومالي". لكنه عاد وقال إن "ذلك لا يمنع من إعلان تأسيس أحزاب سياسية".
ومضى جورلي قائلا "أكملنا سلسلة مشاورات مع مختلف الشرائح من سياسيين وبرلمانيين سابقين ومثقفين وأعضاء من منظمات المجتمع المدني وعلماء الدين، للمساعدة في صياغة قانون الأحزاب الذي بلغ مرحلة متقدمة، ولجنتنا تعكف الآن على كتابته وسترفعه بعد ذلك إلى البرلمان للموافقة عليه".

ظاهرة صحية
أما الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسن الشيخ علي، فيعتبر تأسيس أحزاب سياسية في الصومال ضرورة وظاهرة صحية تشجع على المنافسة في إطار حزبي دون اللجوء إلى أساليب العنف وقوة السلاح التي كانت سمة بارزة وأساسية لتحقيق مكاسب ومناصب من قبل البعض على مدى السنوات العشرين الماضية.
وفي نظر الشيخ علي الذي تحدث للجزيرة نت فإن "الأحزاب التي تم تكوينها مؤخرا غير قادرة على تغيير النمط السياسي السائد، على الأقل في الأعوام القليلة القادمة"، بسبب تجذر القبلية في قلوب الصوماليين، وتعذر توسيع نشاطها وفتح فروع لها في كل المناطق، غير أنها تشكل بالنسبة للسياسيين مجالا يمارسون فيه العمل الحزبي، بحسب تعبيره.
يذكر أن النظام الحزبي قد طبق في الصومال في السنوات التسع الأولى التي تلت استقلاله، قبل أن يأتي العسكر إلى الحكم عام 1969 بانقلاب أبيض بقيادة جنرال محمد سياد بري، الذي حكم البلاد بقبضة حديدية وبحزب واحد لأكثر من عشرين سنة.