دلالات إغلاق بريطانيا سفارتها في القاهرة
عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة
في خطوة مفاجئة ودون إعلان مسبق، أغلقت السفارة البريطانية في القاهرة أبوابها، لأجل غير مسمى لأسباب أمنية، دون أن تذكر السفارة أي تفاصيل بشأن طبيعة هذه الأسباب الأمنية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية "إنه يجري التنسيق حاليا مع الحكومة المصرية، كي يتسنى لها استئناف خدماتها بشكل كامل في أقرب وقت ممكن"، مؤكدة أن إغلاق السفارة جاء لمصلحة العاملين فيها، وأن مكتب القنصلية العامة في مدينة الإسكندرية لا يزال يعمل بشكل طبيعي.
كما نصحت الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى شمال وجنوب سيناء ومنطقة الصحراء الغربية المتاخمة لليبيا إلا للضرورة القصوى، مشيرة إلى أن هناك تهديدا مرتفعا من وقوع هجمات إرهابية على مستوى العالم ضد مصالح المملكة المتحدة والرعايا البريطانيين، بدافع من الصراع في العراق وسوريا.
أسباب خاصة
وفي أول تعليق رسمي، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن السفارة البريطانية بالقاهرة علّقت خدماتها بشكل مؤقت بأحد المباني الخاصة بإصدار تأشيرات السفر، ونقلت العمل إلى القنصلية البريطانية بالإسكندرية.
وأوضح أن تعليق العمل بالسفارة جاء لأسباب فنية، وسيتم إعادة العمل مرة أخرى بعد إزالة هذه العوائق الفنية، لتعود الخدمات بالمبنى المتعطل إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن.
بينما أكد مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن السفارة البريطانية بالقاهرة أخطرت الأجهزة الأمنية برصدها معلومات حول تهديدات تستهدف مقر السفارة.
وأضاف المصدر أنه يتم التنسيق مع مسؤولي السفارة البريطانية للوقوف على تلك المعلومات ومعرفة ماهية التهديدات، وكذلك رصد متطلباتها بشأن تطوير وزيادة الخدمات الأمنية المعينة لتأمين السفارة.
تنظيم الدولة
الباحث والمحلل السياسي محمد محسن أبو النور أكد أن قرار إغلاق السفارة البريطانية في القاهرة جاء نتيجة للتوقعات البريطانية عن معلومات حول عمليات قد تستهدف مصالحها في مصر من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه يمكن القول إن "السلطات البريطانية لديها شكوك بشأن قدرة الأمن المصري على حماية مقراتها الدبلوماسية، لأنه غير قادر في الأساس على حماية المقرات الأمنية من هجمات أنصار بيت المقدس".
وأشار إلى أن هذا القرار من شأنه أن يفاقم سمعة النظام المصري، التي تشهد أدنى مستوياتها في الفترة الأخيرة، وهو ما يضر بفرص الاستثمار وتحسين الوضع الاقتصادي المتردي.
وشدد على أن جميع الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة معرضة لخطر الاستهداف من قبل تنظيم الدولة، وخاصة الدول الخليجية الحليفة للنظام المصري.
وضع مستقر
في المقابل، اعتبر الكاتب عبد التواب محمود أن القرار يعود لأمور خاصة بالسفارة، ولا علاقة له بالوضع الأمني في مصر كما أشيع، ولن يستمر فترة طويلة، حسب قوله.
وقال في حديث للجزيرة نت إن الوضع الأمني في مصر مستقر جدا، بدليل وجود الكثير من أصحاب الجنسيات الأجنبية، وإقامة مباراة الأهلي وسيوي سبور الإيفواري أمس السبت في نهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية بحضور جماهيري.
وشدد على أن "قرار السفارة البريطانية لن يؤثر على صورة مصر الخارجية، لأن العالم كله يتابع مصر ودورها في الحرب على الإرهاب".