زيارة أمير قطر لتركيا: تناغم السياسة وتكامل الاقتصاد

استقبل أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، اليوم الإثنين، بمراسم رسمية في الديوان الأميري بالدوحة، رئيس الجمهورية التركي "رجب طيب أردوغان" حيث عُزف النشيد الوطني للبلدين خلال مراسم الاستقبال، وتم تقديم الوفود للزعيمين.
أمير قطر مستقبلا أردوغان أثناء زيارته الدوحة في سبتمبر/أيلول الماضي (الأناضول)

وسيمة بن صالح-أنقرة

اعتبر خبراء سياسيون واقتصاديون أتراك أن أهمية زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأنقرة تتجسد في التوقيع على اتفاقية المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين تركيا وقطر.

وكان قد تم الاتفاق على تأسيس المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين البلدين أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعاصمة القطرية الدوحة في سبتمبر/أيلول الماضي.

وسيبحث أمير قطر في زيارته الرسمية لتركيا اليوم الجمعة مع المسؤولين الأتراك، وفي مقدمتهم أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد السياسي والدبلوماسي، لكن -حسب الخبراء- من المتوقع أن يحتل ملف الطاقة والاستثمار حيزا مهما في جدول الزيارة.

باكير: زيارة أمير قطر لأنقرة ستنقل علاقات البلدين باتجاه العمل المؤسسي (الجزيرة نت)
باكير: زيارة أمير قطر لأنقرة ستنقل علاقات البلدين باتجاه العمل المؤسسي (الجزيرة نت)

العمل المؤسسي
واعتبر علي حسين باكير -الباحث المتخصص في الشؤون التركية- أن هذه الزيارة تأتي في سياق نقل العلاقات القطرية-التركية إلى مستوى جديد من التعاون والتنسيق والتشاور باتجاه "العمل المؤسسي".

ورأى في حديثه للجزيرة نت أن الاتفاقية التي سيتم التوقيع عليها ستعزز من التعاون الثنائي بين البلدين على أعلى مستوى، ولا سيما المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والاستثمارية، إضافة لمجالات الطاقة والأمن والعلوم والتكنولوجيا.

وأشار باكير إلى أن هناك تناغما بين البلدين في السياسة الخارجية، خاصة الملفات الرئيسية التي تهم المنطقة كملفات سوريا والعراق والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب.

وقال إن هذه المواضيع ستكون لها الأولية في النقاشات الثنائية بين الطرفين، خاصة الوضع في سوريا، والمطلب التركي الذي يرغب في الدفع باتجاه إقامة منطقة آمنة وحظر طيران لمساعدة الشعب السوري.

وأضاف أن الملف العراقي سيكون حاضرا من الجانب الذي يقتضي ضرورة عمل الحكومة العراقية على إشراك السنة في العملية السياسية، إضافة إلى ملف الإرهاب والسبل الأنجع لاحتواء الأزمات التي تعصف بالمنطقة حاليا. 

تكامل اقتصادي
على الصعيد الاقتصادي، أشار الخبير الاقتصادي التركي أونسال بان إلى أن البلدين لديهما رغبة كبيرة في تحقيق تكامل اقتصادي.

وقال للجزيرة نت إن هذه الرغبة تنبع من كون البلدين يتمتعان بقدرات وثروات مهمة من شأنها تحقيق هذا الهدف. وحسب رأيه تنظر تركيا إلى قطر كمورد مهم من موارد تنويع واردات الطاقة التركية والمساهمة في تحقيق أمن الطاقة في البلاد، حيث تسعى لزيادة وارداتها من الغاز المسال من قطر وتوقيع اتفاقيات طويلة المدى مع الدوحة في هذا المجال.

أما الجانب القطري -حسب الخبير التركي- فإن مناخ الاستقرار السياسي والاقتصادي بتركيا يجذب الشركات القطرية ويشجع المستثمرين القطريين على إقامة مشاريعهم فيها. 

أونسال بان: قطر وتركيا ترغبان بتحقيق تكامل اقتصادي (الجزيرة نت)
أونسال بان: قطر وتركيا ترغبان بتحقيق تكامل اقتصادي (الجزيرة نت)

وأكد أن التبادل التجاري بين البلدين في تقدم مستمر، حيث بلغ حجم التجارة عام 2013 بين البلدين 769 مليون دولار. وأشار إلى أنه منذ تسلم حزب العدالة والتنمية سدة الحكم بتركيا تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 50 مرة، ليصل إلى 1.3 مليار دولار.

لكنه رأى أن هذا الرقم لا يصل إلى مستوى طموح الطرفين، إذا ما قورن بالعلاقات "الممتازة" على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.

وتأتي في مقدمة الصادرات التركية لقطر المعدات الكهربائية والميكانيكية، إضافة للأثاث ومعدات الإضاءة والحديد والصلب. في حين تعد أهم وارداتها من قطر منتجات الألومنيوم والبلاستيك والجلود والمنتجات الكيميائية العضوية والوقود المعدني والزيوت. 

يشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول الماضي تم التوقيع على اتفاقية بين الطرفين تقضي باستيراد 1.2 مليار متر مكعب من الغاز المسال القطري في تسع دفعات لشتاء 2014 و2015.

كما أن الجانب القطري مهتم بالاستثمار في مشروع "أفيشن بستان" المقدرة قيمته بحوالي 12 مليار دولار، وقد بلغت المفاوضات حول هذا المشروع مرحلتها الأخيرة.

المصدر : الجزيرة