العقوبات الأوروبية على القرم تدخل حيز التنفيذ

تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على شبه جزيرة القرم المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا اليوم الجمعة حيز التنفيذ، وتشمل حظر السياحة والاستثمار والتجارة على الأوروبيين في القرم، وذلك رغم المخاوف من ردود فعل عكسية على الاتحاد.
وستستمر العقوبات الاقتصادية -التي عززها الاتحاد- على شبه الجزيرة المتنازع عليها إلى أن تكف موسكو عن دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حسب ما قالت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد فيديريكا موغيريني.
ودعا زعماء الاتحاد الأوروبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تبني تغيير جذري في موقفه من أوكرانيا.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك -عقب انتهاء القمة الأوروبية في بروكسل- أنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي أن يضع إستراتيجية "طويلة الأمد" لـ"عدة سنوات" تجاه روسيا، مشددا على أن يكون للاتحاد الأوروبي "موقف موحد" من الأزمة الأوكرانية وتجاه روسيا.
من ناحيتها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن العقوبات ليست هدفا بحد ذاتها، وقالت إنها "تفرض عندما تكون هناك أسباب لفرضها، ولكن يمكن أيضا أن ترفع عندما لا يكون هناك سبب لتطبيقها".
كما أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا إذا غيرت موقفها من النزاع في أوكرانيا.
في غضون ذلك, عقد الرئيس الروسي أمس الخميس مؤتمره الصحفي السنوي، ولم يجب فيه -حسب كثيرين- عن الأسئلة الملحة التي تهم البلاد على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وبدا بوتين متفائلا في مؤتمره، وقال إنه "في أسوأ سيناريو تحتاج روسيا لعامين كحد أقصى للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها"، لكنه لم يدعم هذا التفاؤل بأي تصريحات مهمة بشأن خطط مستقبلية أو برامج واقعية من شأنها إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية.
وعلى عكس كل التوقعات أيد بوتين سياسة الحكومة والبنك المركزي الروسي في التعامل مع الأزمة على الرغم من الانتقادات الكثيرة لهذه السياسة وانعكاساتها السلبية على اقتصاد البلاد ومستوى معيشة المواطنين.

عقوبات أميركية
وفي السياق، وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما قرارا بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية موقفها من الأزمة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن توقيعه على هذا القرار لا يعني تطبيق العقوبات حاليا.
وأوضح أوباما أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل مع الحلفاء والشركاء الأوروبيين وعلى الصعيد الدولي للرد على التطورات في أوكرانيا، كما ستواصل مراجعة العقوبات للرد على أعمال روسيا.
وجدد الرئيس الأميركي دعوة موسكو تنفيذ اتفاقات مينسك، ووقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا، والتخلي عن ضم شبه جزيرة القرم والتوقف عن دعم الانفصاليين.
يشار إلى أن هذا القرار يعطي الإدارة الأميركية الحق في إمداد أوكرانيا بأسلحة فتاكة وغير فتاكة مثل مضادات الطائرات، ورادارات المدفعية، وطائرات استطلاع بدون طيار.