محللون: عداء السيسي للإخوان امتد للقضية الفلسطينية

يوسف حسني-القاهرة
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من السيسي التوسط لإقناع حماس بتسليم جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار جولدن، مقابل تخفيف الحصار عن القطاع، لكن السيسي طالبه بالتأني. مشيرة إلى أن التأجيل يعتبر وسيلة للضغط على حماس.
واعتبر محللون مصريون أن الخطوة تشير إلى انتقال الحرب التي يخوضها النظام المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة والتيار الإسلامي بصفة عامة إلى خارج الحدود المصرية، واعتبر بعضهم ذلك دليلا على انتهاج السيسي سياسة تضرب عرض الحائط بالثوابت التاريخية المصرية المتمثلة في الانحياز للطرف الفلسطيني.
غير أن مؤيدين للسيسي يرون في هذا الموقف انتصارا للشعب الفلسطيني، وحفاظا على أمن مصر القومي.
وقال الكاتب الصحفي وجدي رزق "لو صحت هذه المعلومات، فإنها تعكس تراجعا كبيرا في الدور المصري القائم على مساندة الفلسطينيين، وأن الحيلولة دون إيجاد حل للأزمة الفلسطينية يمثل خطرا كبيرا على المصالح المصرية التي يجب على الرئيس حمايتها والالتزام بها أيا كانت خلفيته".
وخلص في حديثه للجزيرة نت إلى أن امتداد الصراع الدائر بين النظام وقوى الإسلام السياسي إلى قضايا إقليمية، يمثل خطرا على المصلحة المصرية والعربية. لافتا إلى أن السيسي مطالب بترسيخ المبادئ الوطنية التي انتخب من أجلها، وفي مقدمتها السعي الجاد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

موقف حرج
أما منسق حركة "صحفيون ضد الانقلاب" أحمد عبد العزيز فيرى أن السيسي "صار ملكيا أكثر من الملك". وعزا الموقف المصري إلى عدم رغبة السيسي في تعامل المقاومة بندية مع إسرائيل وإرغامها على التفاوض، لما يمثله ذلك من انتصار للمقاومة، واعتبر أن الرئيس المصري "في موقف حرج، بعد أن فشل في إنهاء حركة حماس عسكريا".
ولفت إلى أن صفقة مثل هذه "تحقق مكسبا سياسيا لحماس المحسوبة على جماعة الإخوان، وهو ما يضاعف رصيدها عربيا ودوليا، ويضعف موقفه في مواجهة الإخوان في مصر".
نقطة أخرى ذهب إليها عبد العزيز في هذا الأمر تمثلت في محاولة السيسي إيصال رسالة إلى الطرفين (حماس وإسرائيل)، مفادها أن أي تقدم في هذا الملف لا بد أن يمر عبر البوابة المصرية، وذلك لاختبار إيمان إسرائيل بالدور المصري، "حتى يتمكن من توظيف إسرائيل للخروج من أزمته مع الولايات المتحدة والغرب في قضايا حقوق الإنسان، التي يبدو أنه يتعرض لضغوط كبيرة بشأنها".
أما المحلل السياسي عامر عبد المنعم، فقال للجزيرة نت إنه لا يثق فيما ينقله الإعلام الإسرائيلي، "لكن الواضح أن السيسي جزء من تحالف ضد حماس، وقد اتضح موقفه أثناء الحرب الأخيرة حيث كان مساندا فيها لإسرائيل وأظهر العداء لحماس".
ووفق عبد المنعم، فقد تجلى العداء في موقف الإعلام المصري، ثم في المنطقة العازلة التي يقيمها الجيش المصري في سيناء لعزل حماس.

مخططات خارجية
في المقابل، اعتبر نائب مدير مركز الاتحادية لدراسات شؤون الرئاسة محمود إبراهيم أن "هذا الموقف يتماشى مع السياسة المصرية القائمة على محاصرة جماعة الإخوان التي تنتمي لها حماس، بوصفها إرهابية".
وقال إبراهيم للجزيرة نت إن "السيسي بمحاصرته لحماس، التي لعبت دورا تخريبيا في مصر إبان ثورة يناير/كانون الثاني 2011، يسعى لحماية الأمن القومي المصري، وإن حماس لا تمثل الفلسطينيين ولا القضية الفلسطينية، وهي حركة إرهابية تعمل ضد مصلحة الفلسطينيين لتنفيذ مخططات خارجية".
وخلص إلى أن موقف مصر المعلن "هو التعامل مع السلطة الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، والتضييق على حماس التي تسيطر على غزة بقوة السلاح؛ يصب في مصلحة القطاع".
يشار إلى أن مصر اعتذرت عن استقبال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والوفد الفلسطيني الموحد، بشكل مؤقت، وطلبت تأجيلها بسبب الأحداث الجارية في شبه جزيرة سيناء الملاصقة للقطاع، والتي يقوم فيها الجيش المصري بعمليات موسعة منذ أشهر.