"الائتلاف السوري" يجدد جوازات السوريين قريبا
محمد أفزاز-الدوحة
كشف سفير سوريا (الممثل للائتلاف السوري المعارض) بالعاصمة الدوحة نزار الحراكي أن عملية تمديد جوازات السفر لفائدة السوريين المقيمين في قطر ودول أخرى ستبدأ فعليا اعتبارا من منتصف يناير/كانون الثاني المقبل عبر وضع ملصق طبع وفق المعايير الدولية المتعلقة بالأمان ووجود شفرات داخلية.
وأكد الحراكي في تصريح للجزيرة نت أن سفارة سوريا بالعاصمة الدوحة قامت بطباعة ملصق أمني مخالف لذلك المعتمد لدى النظام السوري حتى لا يتهمها بالتزوير.
وأوضح أن السفارة باتت جاهزة لمباشرة عملية التجديد التي قد يستفيد منها في الوقت الحالي أكثر من مليون سوري مهاجر، وأعرب عن شكره العميق لدولة قطر التي وفرت كل الشروط لدخول هذه التجربة حيز التنفيذ.
اعتراف دولي
وعن الاعتراف الدولي بهذا الملصق الأمني أكد الحراكي أن السفارة وجهت خطابات لنحو 52 دولة غالبيتها من الدول التي اعترفت بالائتلاف السوري المعارض ممثلا شرعيا لأجل الاطلاع على الملصق الجديد واعتماده، مشيرا إلى أن كندا كانت الدولة الوحيدة التي أعلنت رفضها للملصق.
وقال "نعم، باقي الدول لم توافق، لكنها لم تعارض بوضوح مثل كندا مثلا، وهو ما يفهم منه أنها ترى في هذه الخطوة حلا يمكن أن يطبق".
وأضاف أنه قد تم إرسال خطابات مماثلة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي للغرض نفسه.
ولفت إلى أنه على هذه الدول والمنظمات أن تعي أن هذه الخطوة التي اتخذها الائتلاف السوري المعارض هي بمثابة محاولة لإيجاد حل لملايين السوريين العالقين في عدد من الدول بسبب انتهاء صلاحية جوازاتهم، إذ باتوا لا يستطيعون التنقل من بلد إلى آخر من أجل العمل أو الدراسة أو أغراض أخرى.
وعبر عن أمله بأن يسهم هذا الملصق الجديد في ضمان تنقل عادي لحاملي الجوازات بين البلدان، وتخفيف العبء على الدول التي تحتضن في الوقت الحالي ملايين السوريين.
وقال إن من يشكك في هذه الخطوة ويسعى إلى ضرب مصداقيتها هم أتباع النظام فقط، لأن الائتلاف المعارض الذي أوجد هذا الحل الإنساني هو أعلى سلطة. مشيرا إلى أن الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف أطلعوا على كل التفاصيل.
صعوبات
من جهته عبر المعارض السوري بسام جعارة عن أمله بأن تكون مبادرة تمديد جوازات السفر لفائدة السوريين خطوة على الطريق الصحيح، للتخفيف من معاناة مئات الآلاف من السوريين الذين لا يستطيعون التحرك.
بيد أنه أكد في تصريح للجزيرة نت أن هذه الخطوة معقدة وفي غاية الصعوبة، ما دامت حكومة الائتلاف المعارض نفسها لم تحظ باعتراف دولي واسع.
وقال "إذا كانت الجامعة العربية قد تراجعت عن خطوة الاعتراف بحكومة الائتلاف ممثلا شرعيا للسوريين فكيف بموقف عدد من الدول الأوروبية والأفريقية الأخرى".
ودعا في هذا الإطار حكومة الائتلاف إلى مزيد من الجهد للتواصل مع هذه الدول لتسهيل تنقل السوريين نحوها.
وجهة نظر قانونية
ومن وجهة نظر قانونية أكد المحامي أمين سر جمعية المحامين القطرية محمد الأنصاري أن اعتماد أي إجراءات متعلقة بتجديد الجوازات يتطلب بالضرورة موافقة خطية من الدول التي خوطبت بهذا الشأن.
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أنه كان على ممثلي الائتلاف السوري المعارض أن يستثمروا اعتراف عدد من الدول بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري لتوقيع اتفاقات تسهل سفر السوريين نحو هذه الدول والقبول بالجوازات قبل الإقدام على أي خطوة لاحقة.
ولفت إلى أنه من الناحية النظرية فإن اعتراف أي دولة من الدول بالائتلاف السوري يفترض أن تترتب عنه تبعات قانونية، ومنها القبول بالشكل الجديد للجوازات.
وعبر عن اعتقاده بأن الإشكالية تظل سياسية وليست قانونية، في ظل وجود دول لا تزال تتعامل مع النظام السوري القائم ودول أخرى تعترف بالائتلاف السوري المعارض.