المعتقل الألماني الوحيد في غوانتانامو يروي قصته

خالد شمت-برلين
وأوضح كرناز أنه دخل معتقل غوانتانامو عام 2002 وهو في التاسعة عشرة من عمره، وخرج منه عام 2006 بعد احتجاجات وتدخلات قانونية وسياسية، حيث كان المعتقل الألماني الوحيد هناك بين معتقلين من جنسيات عدة، وأطلق سراحه بعد مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بإعادته إلى ألمانيا، مشيرا إلى أنه كان لإيمانه بالله ويقينه بفرجه وعدالته الدور الرئيسي في تماسكه وإبعاده عن الانهيار النفسي طيلة خمس سنوات متصلة من "التعذيب الرهيب" قضاها في المعتقل.
وذكر أن معارضة وزير الخارجية الألماني الحالي فرانك فالتر شتاينماير -أثناء عمله وزيرا لدائرة المستشارية الألمانية- لإعادته إلى ألمانيا، حالت دون إطلاق سراحه مبكرا.

قصة الاعتقال
وعن ملابسات اعتقاله، قال كرناز إنه عمل كحارس لناد ليلي في مدينة بريمن الألمانية قبل أن ينحو إلى الالتزام الديني، وقال إنه اعتقل في باكستان عقب أحداث 11سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، موضحا أنه سافر إلى باكستان لتعلم العربية، لكن أحد أفراد الشرطة هناك "باعه" للأميركيين مقابل ثلاثة آلاف دولار.
وسبق الندوةَ التي عقدت في برلين لمناهضة التعذيب وشارك فيها المعتقل السابق، عرضٌ لفيلم وثائقي للمخرج الألماني شتيفان شالر بعنوان "خمس سنوات من حياتي" ركز فيه على وسائل التعذيب اليومي التي تعرض لها كرناز وزملاؤه المعتقلون في غوانتانامو.
ويرى كرناز أن صور التعذيب التي عرضها الفيلم على قسوتها، تعد مخففة مقارنة "بالواقع الرهيب" الذي مر به، والذي شمل -إلى جانب الضرب والركل اليومي- الصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق والحرمان من النوم، والحبس الانفرادي لشهور طويلة في مكان مظلم، والتعرض لموسيقى البوب بأعلى درجات الصوت.
وقال إن حراس المعتقل الذين عذبوا المعتقلين "فضلوا الخدمة في غوانتانامو على المشاركة في غزو العراق، وقد شاهدتُ أحدهم يمزق زيه العسكري ويطؤه بأقدامه ويبصق عليه في يوم خدمته الأخير".
استجواب
وفيما يتعلق بالتحقيق معه، قال كرناز إن المحققين الأميركيين تأكدوا مبكرا بعد استجوابات قاسية ومتكررة من عدم وجود علاقة له بحركة طالبان الأفغانية أو تنظيم القاعدة أو أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وحرص كرناز على القول إن التجربة المريرة التي عانى منها وتسببت في طلاقه من زوجته لم تغير قناعاته ونظرته للحياة، وأوضح أنه لم يتضرر نفسيا مثل زملاء سابقين حطمتهم هذه التجربة.
وانتقد عدم وفاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بوعوده مرتين خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية بإغلاق معتقل غوانتانامو، وقال إن قرابة 136 شخصا ما زالوا معتقلين هناك وهم فارون من بلادهم ولا يستطيعون العودة إليها وترفض دول أخرى استقبالهم، مشيرا إلى أن الصين قتلت عددا من المعتقلين الإيغور في المطار بمجرد عودتهم.
من جانبها أوضحت المسؤولة بمنظمة العفو الدولية مايا ليبيغ أن القسم الأكبر من معتقلي غوانتانامو هم من اليمنيين الذين تتخوف الولايات المتحدة من عودتهم للمشاركة في هجمات ضدها إن هي أطلقت سراحهم، وأشارت إلى أن واشنطن صنفت المعتقلين إلى "خطرين" و"أبرياء"، والصنف الثاني يمكن إطلاق سراحهم.