جائزة حقوقية بلجيكية لنقابي كولومبي معتقل
لبيب فهمي-بروكسل
وكان باليستيروس -وهو نائب رئيس إحدى النقابات الكولومبية- قد اعتقل خلال إضراب في أغسطس/آب 2013 وهو يحاول تنظيم مجموعة من المسيرات الاحتجاجية في بلاده، وما يزال رهن الاعتقال بالإضافة إلى 150 من النشطاء النقابيين.
ويقول ماريو فرانسن من منظمة "أنتال" للجزيرة نت إن "شبكة "أوقفوا القتل" تعتبر أن كولومبيا ما تزال البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للنقابيين، لذا نتمنى أن يسهم منح هذه الجائزة في دعم الحملة الدولية للإفراج عن باليستيروس".
النقابيون بكولومبيا
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، فإن قرابة ثلاثة آلاف نقابي قتلوا في كولومبيا منذ عام 1986، وفي الأشهر الست الأولى من عام 2013 قتل 11 نقابياً على الأقل.
وقال رئيس الاتحاد الكولومبي لنقابات قطاع النفط أدوين كاستانو -الذي تسلم الجائزة نيابة عن باليستيروس- إن حصول القيادي النقابي على الجائزة "تأكيد على أن نضالنا النقابي على مختلف الأصعدة في كولومبيا يحظى بالدعم".
وأضاف أن نيل جائزة في دول أوروبية يسهم في الضغط على السلطات الكولومبية، وأعرب كاستانو في تصريح للجزيرة نت عن أمله في نجاح الضغوط هذه المرة في الإفراج عن باليستيروس وجميع المعتقلين النقابيين الآخرين.
رسالة لباليستيروس
وكان باليستيروس قد وجّه رسالة من سجنه إلى كل المدافعين عنه قائلا فيها "اليوم، وعلى الرغم من الظروف التي أعيش فيها، لا أشعر بالهزيمة ولست معفى من مسؤولياتي كناشط اجتماعي وسياسي في إطار التحركات الشعبية في كولومبيا وأميركا والعالم"، واعتبر أن من مسؤوليته النضال من أجل السجناء السياسيين في بلاده.
وشدد النقابي البلجيكي هرنير فان هيتفيلد في تصريح للجزيرة نت على أن النقابات البلجيكية تدعم كل التحركات النقابية في العالم، مشيرا إلى أنه باشر رفقة نشطاء نقابيين منذ اعتقال باليستيروس التعريف بقضيته في أوروبا.
وبدأت شبكة المنظمات المدنية البلجيكية العام الماضي تقليد منح كل عام هذه الجائزة لناشط حقوقي، وذلك في محاولة لتسليط الضوء على مشكلة القمع المسلط على النقابيين والناشطين السياسيين والصحفيين والمحامين في مجموعة من الدول التي لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة في الغرب.
جائزة مضادة
وتقول أليكسا فوارج -وهي ناشطة في منظمة "صحة"- "تنفرد شبكة "أوقفوا القتل" بأنها ترشح للجائزة أيضا المتهمين بانتهاكات لحقوق الإنسان، وهي تسعى بذلك إلى تسليط الضوء على أفعالهم". وأضافت الناشطة للجزيرة نت أنه في السنة الحالية تم ترشيح الجنرال الفلبيني خوبيتو بالباران لهذه الجائزة، وهو مسؤول عن قتل وخطف العشرات من النشطاء السياسيين الفلبينيين.
يشار إلى أن منح الجائزة الحقوقية يأتي ضمن الأنشطة التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إذ خرجت مسيرة بالشموع حضرها مئات المتظاهرين للتنديد بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في مجموعة من دول العالم.