عُملة تنظيم الدولة تشيع المخاوف بكركوك
علاء حسن-بغداد
بانتظار التبرعات
وتفاوتت استجابة سكان قضاء الحويجة ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد والقرى التابعة لها لطلب التنظيم التبرع لعملته.
وقال سالم الجبوري المقيم في كركوك، إن "الأثرياء من أصحاب الأراضي الشاسعة، ومالكي المحال التجارية والمتعاملين في سوق السيارات، معروفون في قضاء الحويجة والنواحي التابعة له، والتنظيم ينتظر تبرعاتهم لدعم عملته الجديدة".
وتوقع الجبوري لجوء تنظيم الدولة إلى استخدام القوة لإجبار هؤلاء على الانصياع لمطلبه، كما توقع رضوخهم لمطالب التنظيم "حرصا على حياتهم"، مضيفا أن السكان انتابهم القلق والمخاوف من فقدان مدخراتهم على الرغم من وعود التنظيم بأنه سيمنحهم ما يعادل تبرعاتهم بعملته الجديدة "الذهبية والفضية".
والمعروف أن سكان الريف والقرى العراقية اعتادوا الاحتفاظ بأموالهم في منازلهم، وشراء المصوغات الذهبية لنسائهم وبناتهم.
وذكر الجبوري أن أهالي الحويجة لا يختلفون عن غيرهم في رفض التعامل مع المصارف الحكومية لإيداع أموالهم، ويفضلون تحويلها إلى مصوغات.
مظهر سيادي
وقال شاكر صالح -الذي يتعامل في أسواق السيارات وهو من أهالي قضاء الحويجة ويقيم حاليا في محافظة كركوك- إن أثرياء الحويجة غادروا إلى محافظة كركوك، بعد أن أودعوا أموالهم لدى أشخاص من معارفهم.
وأكد أن الخروج من المدينة بأموال ضخمة يعرضها للمصادرة، "وبالفعل حصلت أكثر من حالة من هذا النوع".
وأشار صالح للجزيرة نت إلى أن التبرعات الآن تتم بشكل طوعي "من خلال التجوال في الأسواق وإخبار أصحاب المحال بالأمر، وفي بعض نقاط التفتيش يتمركز مسلحون ملثمون، يعرفون أدق التفاصيل عن سكان الحويجة وقراها ونواحيها"، مضيفا أن الخوف انتاب الكثيرين، وأخذوا يبحثون عن وسائل مختلفة للحفاظ على أموالهم.
ويرى الخبير الاقتصادي إحسان العامري أن غرض تنظيم الدولة من إصدار عملة جديدة هو "تأكيد وجوده في المناطق الخاضعة لسيطرته"، مشيرا إلى أن الأهالي لا يثقون في أية عملة غير رسمية، وتوقع أن يكون تداول عملة التنظيم "محدودا، ولا قيمة لها في مناطق أخرى".
وقال "إن مثل هذه الممارسات ستثير الاستياء وستسهم في إنشاء جماعات مسلحة تقاتل التنظيم، فالشخصية العراقية العشائرية ترفض المساس بممتلكاتها".