"الجزيرة" و"العودة" يفتحان ملف الحرب العالمية الأولى وفلسطين

محمد أمين-لندن
وقال مدير إدارة البحوث بمركز الجزيرة للدراسات عز الدين عبد المولى إن المؤتمر سيبحث بشكل مفصل وضع الفلسطينيين قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الأولى، مؤملا الخروج بمقترحات "تسهم في تقديم تأصيل أكاديمي علّ صانع القرار يلتفت له، خاصة في لندن التي بدأت منها كثير من صراعات المنطقة".
وأشار إلى رمزية انعقاد هذا المؤتمر في بريطانيا "كونها استعمرت فلسطين وأصدرت وعد بلفور وعاصرت بداية الهجرة القسرية الفلسطينية، وعليها مسؤولية الاعتذار عن تاريخها"، مؤكدا أن هناك تغييرا في اتجاهات الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية.

أخطاء تاريخية
من جهته قال رئيس مركز العودة ماجد الزير إن أهمية المؤتمر "تأتي من أنه يبحث الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية لتصحيح الأخطاء التاريخية" مضيفا "أن اللاعبين الرئيسيين في حقبة الحرب العالمية الأولى لا زالوا لاعبين أساسيين ولا بد من الضغط عليهم لتصحيح هذه الأخطاء".
كما اعتبر "التأصيل الأكاديمي لكل ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي جزءا أساسيا من الضغط على المتسببين في المأساة الفلسطينية" وذكر أن هناك أبعادا سياسية وقانونية إضافة للبعد الأكاديمي، فالمتحدثون من خلفيات مختلفة وإضافة للأكاديميين يشارك في المؤتمر سفراء بريطانيون سابقون.
وبحث اليوم الأول للمؤتمر مقدمات الحرب العالمية الأولى والأقطاب المتصارعة فيها، وجذور مشروع الحركة الصهيونية، ودور بريطانيا من خلال وعد بلفور، ثم الانتداب وإسهامه في إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي والتمهيد للنكبة الفلسطينية.

واجب أخلاقي
أما السفير الفلسطيني في لندن مانويل حساسيان فقال "بعد 22 عاما من التعويل على أميركا بات واضحا أنها لم تقم بأي شيء في الضغط على إسرائيل أو الإسهام في دفع فرص إقامة الدولة الفلسطينية، والتعويل على الأميركيين فارغ من المضمون".
وأضاف أن واشنطن "أثبتت أنها تدافع بشكل سافر عن الموقع الإستراتيجي لإسرائيل ولا تضغط من أجل دفع عملية السلام ووقف الاستيطان ويجب على الفلسطينيين البحث عن بدائل أخرى كالاتحاد الأوروبي وروسيا والصين".
وذكر أن المؤتمر "يأتي ليذكر العالم بالواجب الأخلاقي والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة الجريمة التي ارتكبتها "الكولونيالية" البريطانية في دعم الحركة الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين".
من جهته قال ياسين أقطاي -نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي- إن الحرب العالمية الأولى لها دور أساسي في القضية الفلسطينية، وأدت لتفكيك الخلافة العثمانية والشرق الأوسط، و"الدور التركي مركزي في القضية الفلسطينية وأن تركيا تقف دوما ضد الظلم الإسرائيلي".
ونال المؤتمر اهتماما خاصا من الأكاديميين والباحثين الأجانب الذين وجدوا في محاوره فرصة للتعرف بدقة على التطورات التاريخية المرتبطة بنشوء دولة إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي، ومن بين المشاركين فيه روكسانا فارمانفارمنيان من جامعة كامبردج، وجعفر هادي حسن، أكاديمي متخصص في الشؤون الإسرائيلية واللغات الساميّة، وبشير نافع، كبير الباحثين في مركز الجزيرة للدراسات، والمؤرخ البريطاني جون كي أنثوني غورمان، المحاضر في جامعة إدنبرة في مجال التاريخ المعاصر للشرق الأوسط.