شكاوى متبادلة بين اللاجئين والمواطنين بمدينة سروج التركية
ناظم الكاكئي-أربيل
اشتكى نازحون من مدينة عين العرب (كوباني) -التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا- من الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها في مدينة سروج التركية، وتحدثوا عن مضايقات من أهالي المدينة الذين ضاقوا ذرعا بهم، في حين يشتكي المواطنون الأتراك بالمدينة من تزايد أعداد اللاجئين مما تسبب بارتفاع الأسعار.
أبو كاوه نازح قدم من عين العرب بعد مقتل أحد أبنائه في المعارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، يقول للجزيرة نت إنه جاء مع عائلته ليعيش إلى جانب أقرباء له في ظروف صعبة، والعمل غير متوفر والمساعدات التي تقدم لهم قليلة جدا، ولا يرى دورا للمنظمات الإنسانية العالمية.
وبيّن أن الحكومة التركية تقدم لهم مساعدات، وكذلك الأحزاب الكردية الموجودة في المدينة، مشيرا إلى "ضيق بعض أهالي المدينة منا ونسمع منهم كلاما جارحا".
أمراض وازدحام
وقالت النازحة السورية نوال إسماعيل القادمة من عين العرب إلى أحد مخيمات مدينة سروج التركية، إن وضعها الصحي مترد وإنها تعاني من مرض عجز الكلية وبحاجة إلى أدوية بشكل باستمرار، والأدوية مرتفعة الثمن، واشتكت من ازدحام المخيم حيث يعيش أكثر من عشرة أشخاص في خيمة واحدة.
بالمقابل يشتكي المواطنون الأتراك في سوروج الحدودية التركية القريبة من عين العرب من كثرة اللاجئين الذين تسببوا في ارتفاع الأسعار.
وقال المواطن التركي عبد القادر سور للجزيرة نت إن "الأسعار ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل قدوم اللاجئين من كوباني، فالبضائع التي كانت تباع بمليون ليرة أصبح سعرها أربعة ملايين، ونحن لم نتعود على مثل هذه الأسعار".
المساعدات شحيحة
مواطنون آخرون أشاروا إلى ارتفاع عدد حالات السرقة خلال الفترة الأخيرة داخل المدينة، ويقول المواطن علي ساي -الذي يمتلك محلا لبيع المواد التموينية وسط المدينة- للجزيرة نت إن "هؤلاء النازحين خرجوا من بيوتهم وهم لا يحملون شيئا معهم، والمساعدات التي تقدم لهم ضعيفة".
وتحدث عن أن المنظمات الإنسانية لا تتمكن من الوصول بسبب الأعمال العسكرية التي تدور قرب مدينة عين العرب، وأن ذلك أدى إلى حدوث حالات سرقة من محلاتهم.
وبيّن ساي أن القدرة الشرائية للعملة السورية التي لدى اللاجئين ضعيفة مقارنة بالعملة التركية، وهذا سبب يجعل اللاجئين يقومون بأمور غير قانونية في كثير من الأحيان.
ارتفاع الأسعار
من جهته أوضح قائمقام قضاء سروج التركي عبد الله شفشي للجزيرة نت أن أعدادا كبيرة من النازحين وصلت إلى المدينة وهي تعادل ضعف عدد سكانها، فقد دخل إليها نحو 200 ألف نازح بينما لا يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البضائع والإيجارات فيها.
وبيّن شفشي أنهم وبالتنسيق مع شركة "أفات" ومنظمة الهلال الأحمر التركية شيدوا خمس مخيمات لإيواء النازحين داخل مدينة سوروج، وقد استوعبت هذه المخيمات نحو 23 ألف نازح، أما بقية النازحين فإنهم يعيشون في مبان فارغة أو مع أقرباء لهم على الأراضي التركية.
ونوّه إلى حاجة اللاجئين إلى مساعدات إنسانية عاجلة وخاصة بعد قدوم فصل الشتاء، كما أن المدينة بحاجة إلى بناء مخيمات أخرى لأن هناك خياما تضم أكثر من عائلة.