"دولة فلسطين" تدخل بازار الانتخابات البريطانية
محمد أمين-لندن
عرض البرلمانيون العماليون من مجموعة أصدقاء فلسطين رؤية حزبهم للتعامل مع الملف الفلسطيني إذا فازوا في الانتخابات العامة المقبلة في مايو/أيار القادم وشكلوا الحكومة الجديدة.
وتحدث النواب في الحفل التكريمي الذي نظمه منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني عن عزم حزبهم تحقيق العدالة للفلسطينيين، وتعهدوا حال فوزهم بتحويل الاعتراف الرمزي من البرلمان بالدولة الفلسطينية إلى اعتراف رسمي.
وأكد رئيس مجموعة أصدقاء فلسطين في حزب العمال، غراهام موريس، أن 80% من حزبه صوتوا لصالح الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، إضافة لرئيس الحزب ووزراء الظل.
اعتراف رسمي
وقال للجزيرة نت، إنه إذا فاز حزبه في الانتخابات القادمة فسيضغط لجعل الاعتراف الرمزي بفلسطين اعترافا رسميا.
وبين أن الاعتراف الرمزي أعطى مؤشرا مهما حول موقف الشارع البريطاني من إسرائيل، وأعقبته اعترافات أوروبية يجب استثمارها بالضغط على حكومة إسرائيل للمضي بمفاوضات جادة تحقق العدالة للفلسطينيين.
وحول إذا ما كان لديه مخاوف من خسارة حزبه لأصوات الناخبين الداعمين لإسرائيل، أوضح أن من صوّت لفلسطين ليس بالضرورة ضد إسرائيل بل هو صوّت للسلام والعدالة.
وخلص إلى أنه على إسرائيل معرفة أن تصويت البرلمان البريطاني لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون الأخير، بل هناك برلمانات أوروبية أخرى سارت على النهج ذاته، داعيا إسرائيل للتنبه إلى أن سلسلة الاعترافات تؤكد تغيير العالم وأنه لم يعد يقبل باحتلال غير قانوني.
وعدد النائب العمالي ريتشارد بيردن الفروق بين حزبه وحزب المحافظين الحاكم، مستشهدا بعدة أحداث تظهر خذلان المحافظين للفلسطينيين.
وبدأ بيردن المقارنة بقرار حكومة المحافظين "المخجل" بالامتناع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، بينما حزب العمال كان موقفهم داعم للاعتراف الأممي. كما أن الحرب الأخيرة على غزة مثال آخر بحسب النائب العمالي، حيث امتنعت حكومة ديفد كاميرون عن إدانة إسرائيل بينما دان رئيس حزب العمال إد ميليباند هذا العدوان.
وتابع أن تبني قيادة العمال للاعتراف البرلماني الأخير أبرز مثال على دعمهم ومساندتهم للحقوق الفلسطينية. وأكد أنه إذا وصل حزبه للحكم فسيكون هناك تغيير يدفع مفاوضات السلام للوصول لحل الدولتين.
خسارة الأصدقاء
وحول رد فعل اللوبي الإسرائيلي، بيّن بيردن أن تحقيق العدالة للفلسطينيين يجب أن يؤيده اليهودي والمسلم والمسيحي، وأنه يختلف مع من يقول إن البريطاني الإسرائيلي عليه الوقوف ضد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
من جهته، أوضح رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني، زاهر البيرواي، أن هذه الفعالية تأتي للاحتفاء بعدد من النواب البريطانيين الذين كانت لهم مساهمة فاعلة في التصويت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال للجزيرة نت، إن قيادات من الجالية المسلمة والعربية اجتمعت لتكريم النواب على جهودهم في دعم القضية الفلسطينية عموما، والجهد الأخير في البرلمان، خصوصا.
ومع اقتراب الانتخابات، يسعى البرلمانيون للتواصل مع ناخبيهم، وبات الصوت العربي والمسلم في بريطانيا مهما للناخبين مع وجود قرابة 2.7 مليون مسلم، فضلا عن أن دراسات أخيرة أظهرت أن 70% من البريطانيين يقفون ضد الاحتلال الإسرائيلي ويؤيدون تحقيق العدالة للفلسطينيين.
وفي حديثها للجزيرة نت، أكدت مديرة حملة التضامن مع فلسطين سارة كولبورن هذه النسبة، وقالت إن الحملة ومناصري القضية الفلسطينية ينتظرون من أي حكومة قادمة أن تعكس هذا التأييد الواسع للقضية الفلسطينية، كما عليها تطبيق القانون الدولي وحقوق الإنسان في التعامل مع الفلسطينيين.
ومن الواضح أن الناس في بريطانيا -تواصل كولبورن- يدعمون القضية الفلسطينية ضد الاحتلال وعلى النواب معرفة هذا، وكشفت أن نائبا من أصدقاء إسرائيل قال مؤخرا إن عنف إسرائيل لم يعد يطاق وإن الأخيرة تخسر الكثير من الأصدقاء.