منتدى برلين للسياسة الخارجية يناقش أزمات العالم
خالد شمت-برلين
وطغت مجريات الأوضاع في العراق وسوريا وتداعياتها على النقاشات، كما أن الأزمة الأوكرانية والمفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني كانت ضمن المواضيع المطروحة.
وفي سياق متعلق بالأزمة السورية وتداعياتها، اتهم كريستوف هويسغين مستشار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كلا من تنظيم الدولة الإسلامية والرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، وأكد رفض بلاده التعامل مع الأسد "المسؤول عن قتل 250 ألفا وتشريد الملايين من شعبه".
واعتبر مدير مؤسسة الدراسات السياسية والأمنية في برلين البروفيسور فولكر بيرتس أن الحرب ضد تنظيم الدولة هي معركة الدول العربية والإسلامية التي يفضل الكثير منها الاعتماد على الغرب في هذه الحرب.
من جهته اعتبر مدير مركز دراسات العولمة التابع للحكومة الإيرانية رضا معاييري أن أول خطوة ينبغي اتخاذها لمكافحة الإرهاب هي منع تنظيم الدولة من كسب مليون دولار يوميا من بيع النفط العراقي في السوق السوداء، في حين تساءل سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيزوف عن الجهات التي تشتري النفط من تنظيم الدولة، وعن السر في ما أسماها الكفاءة العسكرية لقواته.
دعم وضغط
وفي موضوع آخر أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تكرار دعم الاتحاد لقيام دولة فلسطينية "تعيش بأمن وسلام بجوار إسرائيل".
ومن جهة أخرى أعلنت موغيريني للصحفيين -بحضور مضيفها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير- أن وزراء خارجية الاتحاد سيبحثون الاثنين القادم تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا للضغط عليها لتسوية الأزمة الأوكرانية.
وأضافت أن أهم ما أظهرته الأزمة الأوكرانية هو التوافق بين ضفتي الأطلسي، وشددت على أهمية الحفاظ على هذا التوافق، وتطوير إستراتيجية سياسية بموازاة العقوبات الاقتصادية لروسيا.
وفي السياق ذاته اعتبر رئيس الدبلوماسية الألمانية أن طرفي الأزمة في منطقة الحدود الأوكرانية الروسية غير مستعديْن للتخلي عن العنف.
وأكد أن هذا العنف يتوجب منعه، مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على موسكو مطلوبة لدعم أوكرانيا، وأدت إلى هروب رؤس الأموال من روسيا وتراجع الاستثمارات فيها وتردي قيمة الروبل.
في موضوع آخر حذّر شتاينماير من أن انقضاء مهلة 24 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي المحددة لمفاوضات مسقط النووية بين إيران ومجموعة الدول الست دون اتفاق، سيعني عدم التوصل إلى حل لأزمة البرنامج النووي الإيراني خلال العامين القادمين.
انتقاد ومطالبة
وفي حلقة نقاشية بشأن الشرق الأوسط والإرهاب، انتقد رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي عدم وفاء الغرب بوعوده عام 2011 بمساعدة لبنان في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين.
وقال إن تجاوز أعداد هؤلاء اللاجئين المليون، رفع عدد سكان لبنان بنسبة 25% وخلق أزمات في كافة المجالات.
وفي تصريح للجزيرة نت اعتبر ميقاتي أن مؤتمر برلين حول اللاجئين السوريين لم يقدم خطة محددة لمساعدة لبنان.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تقديم مساعدة أكبر لتخفيف الأعباء الواقعة على بلاده بإيجاد مناطق آمنة داخل سوريا لاستيعاب النازحين، أو نقل اللاجئين السوريين في لبنان إلى دول أخرى.
ورأى ميقاتي أن عقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف أصبح ضرورة للتوصل إلى حل للأزمة السورية يرضي الشعب السوري ويعيد الأمن والسلام إلى سوريا.
وخلال الندوة ذاتها أيّد مستشار الحكومة الألمانية للشؤون الخارجية والأمن الدولي عقد جولة ثالثة لمؤتمر جنيف للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
من جانبها قالت الباحثة السياسية المعارضة بسمة قضماني للجزيرة نت إن الغرب سيرتكب خطيئة كبرى ويقع في الفخ الذي نصبه النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس، إذا ما فكر في إعادة تأهيل بشار الأسد.