تفجيرات غزة تظلل إحياء ذكرى عرفات
ميرفت صادق-رام الله
قبل ساعة من بدء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، كانت مجموعة من شبان حركة فتح تهتف ضد "منع حركة حماس لإحياء الذكرى في غزة".
الشبان الذين حملوا صور الرئيس الراحل جنبا إلى جنب مع صور الرئيس محمود عباس، كانوا يهتفون أيضا "على الكتيبة رايحين شهداء بالملايين"، في إشارة إلى ساحة الكتيبة بمدينة غزة حيث كان من المقرر تنظيم المهرجان المركزي لإحياء الذكرى قبل إلغائه بعد انفجارات وقعت فجر الجمعة أمام منازل قيادات فتح في غزة.
وفي المهرجان الذي قدر حضوره بنحو عشرة آلاف من أنصار حركة فتح في الضفة الغربية، شن عباس هجوما على حركة حماس واتهم قياداتها بالوقوف وراء التفجيرات. وقال "كنت أتمنى أن يكون المهرجان المركزي في غزة، لكننا لا ندري ما هي مسوغات منع الاحتفالات في هذا اليوم"، متسائلا "ما الذي يجعلهم يفجرون 15 منزلا ومناطق حساسة أخرى ثم يقولون سنحقق؟".
واتهم الرئيس الفلسطيني حركة حماس بالتهرب من المصالحة الفلسطينية "بهذه الأعمال"، وقال إن تصرفات حماس لا توحي إطلاقا بأنهم يريدون المصالحة، بل إنها تعطل عملية إعادة إعمار غزة.
وتطرق في الوقت ذاته إلى التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس، مشددا على حق المرابطين في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدي عليهم من أي جهة.
وفي سياق آخر جدد عباس نيته الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الجاري لطلب وضع سقف للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
لا شيء عن التحقيق
وفي المهرجان الذي حضرته قيادات فصائلية ووطنية فلسطينية من كافة أنحاء البلاد بالإضافة إلى ممثلين عن جماعة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، غاب الحديث عن نتائج التحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات، وهو القضية التي دأب المسؤولون الفلسطينيون على ذكرها في السنوات الماضية.
وقال ناصر القدوة -ابن شقيقة عرفات في كلمة بالنيابة عن عائلة الرئيس الراحل- إن إحياء ذكرى رحيله يأتي لاستلهام تجربته النضالية الفريدة وللمضي على نهجه حتى الاستقلال والسيادة في دولة فلسطين وعاصمتها القدس خلف قيادة الرئيس محمود عباس.
وعبر القدوة عن حزنه لإلغاء مهرجان إحياء ذكرى عرفات في غزة، وقال "حزنّا وحزنت غزة عندما ألغي مهرجان الذكرى بالمتفجرات ثم بالتهديد من قبل حماس.. نكاد لا نصدق ما نراه من تصرفات غير فلسطينية".
وحذر ممثل فصائل منظمة التحرير قيس عبد الكريم من أسماهم "أعداء الوحدة المتربحين من الانقسام"، مبينا أنهم يسعون لإعادة الفلسطينيين إلى مربع الاقتتال والاحتكام للسلاح في حل الخلافات الداخلية. ودعا حركة حماس إلى رفع الغطاء عن منفذي تفجيرات غزة ليواجهوا العقاب.
هموم فلسطينية
وبينما كان الرئيس عباس يلقي كلمته، أخذ شبان يرددون الهتاف الذي اشتهر مؤخرا من مظاهرات القدس المحتلة "من شان الله، على القدس يلا"، حيث حمل المئات من الحضور صورا للرئيس الراحل كتبوا عليها "إلا المسجد الأقصى".
وكانت والدة الأسير عيسى جبارين المحكوم عليه بالسجن 28 عاما والمعتقل منذ 2002 من بين الحضور تتحدث عن ذكريات لقائها بالرئيس الراحل ياسر عرفات عدة مرات في مقر الرئاسة برام الله، وآخرها عند وداعه قبل سفره الأخير إلى باريس نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2002.
وقالت أم عيسى إن قضية الأسرى كانت "هما يحمله عرفات، وبعد أبو عمار لا أحد يملأ فراغه، وهو الشخص الذي لا يعوض في حياة الفلسطينيين".