الفلسطينيون يحيون الذكرى العاشرة لرحيل عرفات
يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية العاشرة لرحيل زعيمهم ورئيسهم ياسر عرفات، في وقت لا يزال الغموض يكتنف ظروف وحيثيات رحيله، مع تأكيد الفلسطينيين أن إسرائيل اغتالته بموافقة عدة جهات دولية.
ويتضمن برنامج إحياء الذكرى مهرجانا تأبينيا ظهر اليوم بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، يشمل وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل وإلقاء كلمة بهذه المناسبة.
ومنذ ساعات الصباح غادر طلبة عدة مدارس صفوفهم وانطلقوا في مسيرات عشوائية مرددين هتافات الثناء والوفاء للرئيس الراحل الذي توفي عن عمر ناهز 75 عاما.
وعلق الموظفون العموميون عملهم عند الساعة العاشرة والنصف للمشاركة في إحياء فعاليات هذه الذكرى. وخصص تلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين الرسميان اليوم بثا مفتوحا للحديث عن عرفات.
وألغيت مسيرة كبيرة كان من المقرر القيام بها في غزة عقب حدوث سلسلة من التفجيرات يوم الجمعة الماضي استهدفت موقع الحدث وكذلك ممتلكات وسيارات مسؤولي حركة التحرير الفلسطيني (فتح).
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها لا تستطيع ضمان الأمن أثناء إحياء هذا الحدث في غزة، واتهمتها حركة فتح بأنها وراء التفجيرات وهو ما نفته حماس.
وقال الأسير مروان البرغوثي في رسالة من محبسه إن الشعب الفلسطيني بعد عشر سنوات من رحيل عرفات "يشعر بمزيد من الحسرة والألم على غيابه، لأنه ترك فراغاً هائلاً تدفع القضية الفلسطينية ثمنا كبيراً له".
ودعا البرغوثي إلى التمسك بإرث عرفات ومبادئه وثوابته التي استشهد وعشرات الآلاف من أجلها، وذلك عبر "مواصلة مسيرة المصالحة الوطنية على أسس صحيحة وإنجاز الوحدة الوطنية ودعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني والتمسك بخيار المقاومة الشاملة".
نقل الضريح
وكان عباس قال في كلمة له أول أمس الأحد خلال حفل افتتاح متحف ياسر عرفات، إن ضريح أبو عمار سينقل إلى مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين في أقرب فرصة.
ودفن عرفات في مقر القيادة الفلسطينية برام الله، بينما كان أوصى بدفنه في مدينة القدس، وهو ما لم تسمح به إسرائيل في حينه، واختارت القيادة الفلسطينية دفنه في رام الله إلى حين تحرير مدينة القدس.
وتوفي عرفات يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في أحد المستشفيات الفرنسية، بعد حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي لعدة شهور في مقر المقاطعة (القيادة الفلسطينية).
وكشف تحقيق للجزيرة العام الماضي وجود مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات، مما دفع الجانب الفلسطيني إلى الموافقة على إعادة فتح ضريح عرفات وأخذ عينات من رفاته وفحصها من قبل فرق طبية روسية وسويسرية وفرنسية.
وخلص التقريران الروسي والسويسري إلى وجود مادة البولونيوم المشع 210 وبكميات كبيرة، وفي التقرير الروسي أكد وجود مادة إشعاعية أخرى هي الرصاص المشع 210.
وقال توفيق الطيراوي رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق بوفاة عرفات لوكالة الأناضول إن التحقيق في وفاته وصل مراحله الأخيرة، رافضا الإفصاح عن مزيد من المعلومات لما للتحقيق من سرية، حسب قوله.
وكان الطيرواي قال في حديث سابق إن ما توصل إليه التحقيق الفلسطيني أن "عرفات لم يمت بسب تقدم السن، أو بسبب المرض، ولم يمت موتاً طبيعياً"، متهماً إسرائيل "باغتيال" الرئيس الراحل.