إلغاء مهرجان عرفات يعرقل المصالحة
أحمد عبد العال-غزة
وعمق قرار إلغاء المهرجان حالة عدم الثقة القائمة بين أكبر تنظيمين في الساحة الفلسطينية، وتمثل ذلك، كما يرى مراقبون فلسطينيون، بالخطاب السياسي والإعلامي والاتهامات غير المسبوقة من طرفي المصالحة.
وأعلنت فتح مساء الأحد عن إلغاء مهرجان كانت ستقيمه لإحياء ذكرى رحيل عرفات في غزة، محملة حماس المسؤولية عن ذلك.
وقال عضو اللجنة المركزية لفتح زكريا الأغا في مؤتمر صحفي عقده بغزة، إن "حماس" أبلغتهم بعدم قدرتها على تأمين المهرجان.
شأن فتحاوي
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري ، في مؤتمر صحفي عقده بغزة إن إلغاء المهرجان هو شأن فتحاوي داخلي لا علاقة لحماس به، وعلى فتح التوقف عن كيل الاتهامات، مشيرا إلى أن ظروف تأمين المهرجان هي من مسؤولية فتح.
وعن تداعيات إلغاء المهرجان، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب إن الإلغاء انعكس مباشرة على المصالحة الفلسطينية من خلال اتساع فجوة عدم الثقة بشكل أكبر من ذي قبل بين حماس وفتح وتمثل هذا في خطاب سياسي وتراشق إعلامي غير مسبوق.
ويستبعد شراب أن يستمر تأثير تداعيات إلغاء مهرجان عرفات في غزة على المصالحة لفترة طويلة، وتوقع أن تسير الأمور في اتجاه الاحتواء، وذلك بسبب وجود قضايا مهمة تفرض نفسها على الطرفين مثل إعادة إعمار القطاع، والمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة.
معالجة سلبية
ويقول المحلل السياسي إن معالجة حركتي حماس وفتح لقضية مهرجان عرفات كانت سلبية، فكان من الأفضل أن يكون الخطاب الإعلامي أكثر هدوءا وعقلانية وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته بحكمة.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي في إلغاء الاحتفال في غزة هو الفشل في دفع المصالحة للأمام، وعدم إيجاد حلول للكثير من القضايا العالقة بين حماس وفتح طوال الأشهر الخمسة الماضية.
ويرى شراب أنه من الضروري أن يكون ما حدث في غزة دافعا لمعالجة ملفات المصالحة، وإلا فإن خيارات المرحلة المقبلة ستكون أكثر سوادا.
من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة هاني البسوس إن اتهام حركة فتح لحماس بالمسؤولية عن تفجيرات منازل عدد من قادة فتح بغزة تسبب في توتير الساحة السياسية الفلسطينية، وأثر هذا على حالة الانسجام والمصالحة الوطنية.
ويضيف البسوس أن من أبرز تداعيات إلغاء مهرجان عرفات في حال بقيت الأجواء مشحونة بين حماس وفتح سيكون تعطيل المصالحة وعمل حكومة التوافق بشكل أكبر مما هو عليه الآن.
تعطيل الإعمار
ويتوقع أن يؤثر التوتر السياسي بين حماس وفتح على ملف إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، الذي قد يتعطل جزئيا من خلال عرقلة وصول مواد البناء وتأخير فتح المعابر، مما سيزيد من المأساة والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة منذ انتهاء العدوان.
ويحذر من أن يتطور التوتر السياسي إلى اعتداءات جسدية على أفراد من حماس أو فتح، وهذا ما سيدخل الساحة الفلسطينية في دوامة عنف شديدة، ستتسبب بالقضاء على النظام السياسي الفلسطيني بشكل كامل.
وكان مجهولون قد فجروا الجمعة الماضي بشكل متزامن منازل 15 من قيادات فتح بغزة ومنصة مهرجان إحياء ذكرى عرفات دون أن يتسبب ذلك في وقوع إصابات. واتهمت فتح حماس بالمسؤولية عن التفجيرات، فيما نفت الأخيرة ذلك.