الكتالونيون يصوتون على استقلال إقليمهم في استفتاء رمزي

صوّت القوميون في كتالونيا أمس الأحد على استقلال الإقليم في استفتاء رمزي غير مسبوق نظمته السلطة التنفيذية لهذه المنطقة الإسبانية الغنية رغم اعتراض مدريد ورغم عدم تمتعه بأي قيمة قانونية.
ووقف ناخبون من جميع الأعمار -بعضهم اصطحب أطفاله- في صفوف طويلة أمام مكاتب التصويت التي فتحت أبوابها عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وبلغ عدد الذين صوتوا في الاستفتاء قبل ساعتين من موعد إغلاق الصناديق قرابة المليونين (1.977.531) حسب السلطة التنفيذية الكتالونية.
وبعد أسبوع من التوترات بين مدريد وبرشلونة (عاصمة إقليم كتالونيا) بدا رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي وكأنه يسمح للسلطة التنفيذية الكتالونية بتنظيم هذا الاستفتاء رغم قرار المحكمة الدستورية بتعليقة وتحذيراتها المتكررة من انتهاك القانون.
وقال راخوي أمس أمام أنصار حزبه في كاسيريس (غربي إسبانيا) ما سيُجرى "يمكن أن نسميه أي شيء لكنه ليس استفتاء أو استشارة أو أي شيء من هذا القبيل، ولن نصفه حتى.. المؤكد أنه لن يترتب عليه أي أثر".
وكانت الحكومة الإسبانية دعت الخميس الماضي الرئيس الكتالوني آرتور ماس للتراجع عن الاستفتاء، غير أنها أشارت إلى أنه لن يلاحق قضائيا لا هو ولا حكومته إذا نظم الاستفتاء.
وقالت مصادر حكومية إنه من غير المحتمل أن تقف الشرطة الإقليمية التي تسيطر عليها سلطات كتالونيا في وجه الناس الذين يدلون بأصواتهم.
وقامت المنظمات المؤيدة للانفصال بحملة قوية لحث الناخبين في إقليم كتالونيا الغني الذي يبلغ عدد سكانه 7.5 ملايين نسمة على المشاركة، وسيساعد أكثر من أربعين ألف متطوع على إقامة مراكز اقتراع غير رسمية.
ويأمل الساسة المؤيدون للانفصال بأن يؤدي الحصول على مستوى عال من التأييد إلى دفع الحكومة المركزية إلى الجلوس معهم والتفاوض على منح الإقليم الغني قدرا أكبر من الاستقلال في ما يتعلق بالضرائب والسياسة أو حتى إقناع مدريد بقبول إجراء استفتاء كامل على الانفصال في المستقبل.
في المقابل، نظم معارضو الانفصال حملة ضد المشاركة وطلبوا من مدريد وقف الاقتراع الذي يعتبرونه غير قانوني وغير ديمقراطي لأنه ينظم دون لائحة انتخابية ودون لجنة مراقبة ومع متطوعين جميعهم من أنصار الانفصال.