أي انعكاسات لحياد النهضة على رئاسيات تونس؟

خميس بن بريك-تونس
ويخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري 25 مرشحا بعد انسحاب اثنين، غير أن مراقبين يرجحون أن تدور المعركة الحاسمة بين رئيس الجمهورية الحالي المنصف المرزوقي ورئيس حزب حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي.
والسبسي الذي فاز حزبه في الانتخابات التشريعية بأغلب المقاعد تظهره استطلاعات الرأي على أنه الأوفر حظا للفوز، يليه المرزوقي حيث يحظى بمساندة قوية، خاصة من أنصار حركة النهضة.
غير أن وجود مرشحين بارزين آخرين ناضلوا ضد الاستبداد خلال النظام السابق وآخرين عملوا وزراء في حكومات الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قد يشتت أصوات الناخبين ويؤجل الحسم إلى جولة ثانية من التصويت.
وحسب الدستور التونسي، يتم اللجوء إلى جولة ثانية في حال عدم فوز أحد المرشحين بأكثر من 50% من أصوات الناخبين, ويتنافس في الجولة الثانية المرشحان الأول والثاني الحائزان على أعلى نسبة أصوات.

تداعيات الحياد
ومع أن بعض المراقبين يعتقدون أن تخلي حركة النهضة عن دعم مرشح بعينه في منافسة الباجي قايد السبسي يعبد طريق الفوز أمام الأخير، يقول قياديون بالحركة إن حياد حزبهم لا يعني الاصطفاف المبطن وراء أي مرشح.
وفي السياق، يؤكد رئيس مكتب زعيم حركة النهضة زبير الشهودي أنهم تركوا لأنصارهم حرية الاختيار لينتخبوا من يرون فيه القدرة على ضمان الحريات وتحقيق التوازن السياسي والقطع مع عودة الهيمنة.
ويضيف قائلا "موقفنا لا يساوي فسح المجال لأي مرشح، لقد بذلنا جهدنا لاختيار رئيس توافقي بين الأحزاب القريبة منا والتي لها رصيد نضالي ضد الاستبداد، لكن تلك القوى لم تتوحد وظل كل مرشح منها متمسكا بترشحه".
وحول ما إذا كان هناك اتفاق حكومي بين النهضة ونداء تونس مقابل عدم مساندة أي مرشح في وجه السبسي، يقول الشهودي إن الحديث عن صفقة أو اتفاق لا معنى له, وأكد أن حزبه لم يقم بأي اتصالات رسمية أو سرية مع حزب نداء تونس.
ونفى الشهودي عقد أي اجتماع بين زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي خلافا لما وقع ترويجه في بعض وسائل الإعلام، لكنه أكد أنه لا يوجد أي خلاف مع السبسي أو صراع مع حزبه.
أما بشأن مخاوف حزبه من هيمنة حركة نداء تونس على السلطة في حال فوز زعيمها بالرئاسة فضلا عن امتلاكها أغلب مقاعد البرلمان بما يخولها ترأس الحكومة فيقول الشهودي "هناك مخاطر من التغول في مستوى تصورنا لكن لا يوجد دليل في الواقع".

ضمير الشعب
ويضيف أن الناخبين فوضوا لنداء تونس إدارة المرحلة القادمة، وأنهم منحوا كذلك موقعا متميزا لحركة النهضة لتكون ضمير الشعب في البرلمان القادم، مشيرا إلى أن حركته لديها تقاليد عريقة في المعارضة وستدفع بأقصى جهدها لتعديل الكفة.
ويقول الشهودي إن حزبه يرى أن المرحلة القادمة تستوجب تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس حكومة ثنائية مع نداء تونس، مؤكدا أنه لا يوجد أي حزب قادر بمفرده على القيام بإصلاحات كبرى في غياب وفاق سياسي كبير في البرلمان وخارجه.
أما القيادي بحزب حركة نداء تونس عبد العزيز القطي فقال إنه ليس بمقدورهم تشكيل الحكومة بمفردهم باعتبارهم لا يملكون الأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان (86 من أصل 217)، مفيدا بأن حزبه سيحسم تشكيل الحكومة وتحديد طبيعتها وتركيبتها بعد سباق الرئاسة.
ويقول للجزيرة نت إن حزبه سيشكل الحكومة القادمة حسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية وليس على أساس المحاصّة الحزبية أو الترضيات، مضيفا أنه سيعمل على التوصل لتشكيلة قادرة على إيجاد الحلول الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الضرورية.
وأضاف أن حزبه سيتشاور بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية مع الأحزاب التي يلتقي معها في النمط المجتمعي وفي المبادئ والبرامج السياسية من دون أن يحدد إن كانت حركة النهضة ستكون ضمن مكونات الحكومة المقبلة أم لا.
وكانت حركة النهضة أعلنت سابقا أنها منفتحة على جميع السيناريوهات بما فيها البقاء في المعارضة.