أربعة قتلى بمظاهرات منددة برفض تركيا التدخل بعين العرب

أفادت وسائل إعلام محلية تركية بأن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عدد كبير من المحتجين في جنوب شرق تركيا الثلاثاء بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين الشرطة والأكراد الذين نددوا برفض الحكومة التركية التدخل عسكريا لمنع سقوط مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية التركية في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتوفي شخصان في إقليم سيرت الجنوبي الشرقي، بينما قتل شخص في إقليم باتمان المجاور.
وفي وقت سابق، قتل رجل عمره 25 عاما في مدينة موش الشرقية، حيث طالب آلاف المحتجين من الأكراد بأن تبذل الحكومة مزيدا من الجهد لحماية عين العرب.
وألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على عناصر الشرطة، كما أغلقوا الشوارع بالمتاريس وحاويات القمامة، وألحقوا الضرر بعدد من المباني الرسمية والخاصة.
وفي إسطنبول، استخدمت الشرطة خراطيم المياه وقنابل الغاز المدمع ضد المتظاهرين الذين تجمعوا في حي كاديكوي، ونقل متظاهر واحد إلى المستشفى بعد إصابته في الرأس، وفقا لوكالة أنباء دوغان.
وفي السياق، قال وزير الداخلية التركي أفكان آلا إن أعمال العنف -وما وصفها بالمظاهرات غير المرخصة التي تجري في بعض المدن بالبلاد- " ليست حلا للإرهاب الجاري في سوريا". وفق ما نقلت وكالة الأناضول عن آلا في حديثه للصحفيين أثناء مرافقته الرئيس رجب طيب أردوغان في جولته بمدينة غازي عنتاب.
وتوعد الوزير التركي بمواجهة أعمال العنف بالقوة، وأكد أن "الحكومة لن تسمح باستمرارها"، مشيرا إلى أنه لا يمكن قبول ما يقوم به المتظاهرون من تحطيم نوافذ وحرق حافلات.

ويطلب النشطاء الأكراد مزيدا من المساعدة للمسلحين الأكراد الذين يقاتلون تنظيم الدولة في بلدة عين العرب.
ومساء الاثنين دعا الحزب الديمقراطي الشعبي -وهو الحزب الكردي الرئيسي في تركيا- كل أكراد البلاد إلى النزول للشارع.
وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية مساء الاثنين من دخول عين العرب من الجهة الشرقية، وسيطر على بعض الأحياء قبل أن يعود ويتراجع قليلا تحت وطأة حرب الشوارع التي خاضها المقاتلون الأكراد، كما امتدت المعارك إلى الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة.
ورغم الضوء الأخضر الذي أعطاه البرلمان لتنفيذ عملية عسكرية في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة، رفضت الحكومة التركية التدخل حتى الآن، مما أثار غضب السكان الأكراد.
أوروبا وأربيل
وفي ألمانيا، نظم أكراد سوريون عددا من المظاهرات والتجمعات للتضامن مع مدينة عين العرب.
ونُظم أحد تلك التجمعات في ميدان "باريسير" بالعاصمة الألمانية برلين، حيث تظاهرت مجموعة من حوالي مائة شخص، ورفعوا لافتات تطالب بإيقاف تقدم تنظيم الدولة بعين العرب، وبمساعدة الأكراد في سوريا.
ونظمت تجمعات مشابهة في المدن الألمانية الكبرى، ومنها بريمن وكولونيا وشتوتغارت، وفي مدينة بون دخلت مجموعة من المتظاهرين مبنى إذاعة صوت ألمانيا ونظموا اعتصاما داخله.
وشهدت مدن فرنسية مظاهرات منددة بتنظيم الدولة وداعمة للأكراد في عين العرب.
وفي أربيل شمال العراق، بدأت مجموعة من الناشطين ينتمون لأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني اعتصاما من المزمع أن يستمر ستة أيام احتجاجا على هجمات تنظيم الدولة على عين العرب.