تنظيم الدولة يعلن دخول عين العرب والأكراد ينفون
تضاربت الأنباء بشأن تطورات الأوضاع في عين العرب شمالي سوريا، ففيما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على أحياء داخل المدينة، نفت وحدات حماية الشعب الكردية ذلك قائلة إن المعارك لا تزال مستمرة في المدخل الشرقي للمدينة.
وقال تنظيم الدولة إن مقاتليه يخوضون حرب شوارع داخل المدينة التي يسميها الأكراد كوباني، بعد إعلان سيطرته على أحياء فيها إثر معارك مع وحدات الحماية الكردية، وصفت بالأعنف منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وقالت مصادر في التنظيم إن عناصره سيطروا على كامل تلة مشتى نور الإستراتيجية، المطلة على مدينة عين العرب (150 كلم شمال شرق مدينة حلب).
بدوره قال مراسل الجزيرة أمير العباد -من الحدود التركية السورية قبالة مدينة عين العرب- إن الاشتباكات لا تزال مستمرة على ثلاثة محاور، فيما أجلي السكان من المناطق القريبة من الاشتباكات، كما أبعد الصحفيون إلى أماكن آمنة.
نفي كردي
في المقابل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول كردي قوله مساء الأحد "باتوا (عناصر تنظيم الدولة) على بعد نحو كيلومتر من المدينة في بعض الأماكن، وعلى مسافة كيلومترين أو ثلاثة في مناطق أخرى".
كما قال الناشط الكردي السوري مصطفى عبد الموجود في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لولا تدخل طيران التحالف السبت لكان تنظيم الدولة في قلب المدينة.
في سياق متصل أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلة كردية نفذت "عملية انتحارية" ضد موقع لعناصر تنظيم الدولة عند أطراف المدينة مما تسبب بوقوع العديد من القتلى.
وفي الجانب التركي قالت مصادر إن قذيفة سقطت داخل الأراضي التركية مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح وإخلاء قريتين من سكانهما.
الموقف التركي
ورغم هذا التطور اكتفت أنقرة حتى الآن بتعزيز قواتها على الجانب التركي من الحدود مع سوريا، وهو ما أثار غضب أكراد تركيا الذين يتراوح عددهم بين 15 وعشرين مليونا، ويريدون تدخلا أقوى من تركيا لحماية مدينة عين العرب.
وذكرت وسائل إعلام تركية الأحد أن محادثات غير رسمية جرت بين حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي يوصف بأنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني- وضباط في الاستخبارات التركية.
وذكرت مصادر للجزيرة أن آليات تركية ثقيلة تقدمت إلى مناطق قريبة من عين العرب، حيث شوهدت عدة مروحيات تجوب المنطقة، فيما انتشرت قوات للجيش والأمن على الحدود.
وقتل الأحد نحو 17 من مقاتلي وحدات الحماية الكردية ومن فصائل أخرى ومتطوعين في الاشتباكات وفي القصف المدفعي الذي تعرضت له مواقع القوات المتحصنة بمدينة عين العرب.
وبدأ تنظيم الدولة يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي هجوما على مدينة عين العرب، ضمن خطة للتوسع في الجزء الشمالي من محافظة حلب قرب الحدود التركية.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هجوم مقاتلي تنظيم الدولة على عين العرب تسبب في مقتل المئات من الطرفين، وأجبر نحو ثلاثمائة ألف شخص على النزوح، بينهم 180 ألفا لجؤوا إلى تركيا.