العيد بإسطنبول.. أضحية لغزة وأغنية لسوريا
خليل مبروك-إسطنبول
وما بين جمع لحوم الأضاحي لإرسالها لسكان غزة وترديد الأغنيات الحزينة في رثاء سوريا وشعبها، دارت احتفالات عيد الأضحى بالمدن التركية التي تؤوي الجاليات العربية الأكبر.
أضحية لغزة
وفي إطار التضامن التركي مع الفلسطينيين، وجهت جمعية الصداقة التركية الفلسطينية (فيدار) نشاطها لجمع لحوم الأضاحي وإرسالها للمحاصرين في قطاع غزة الذي يعاني أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.
وقال رئيس الجمعية محمد مشينش إنها عملت على توفير لحوم الأضاحي عبر جمع التبرعات وإرسالها للقطاع لشراء الأضاحي، وتوفير الأضاحي من خارج القطاع وإرسال لحومها إلى السكان.
وأوضح مشينش للجزيرة نت أن الطريقة الأولى واجهت إشكالية كبيرة تمثلت في ارتفاع أسعار الأضاحي داخل القطاع لعدة أسباب، من أهمها تشديد الخناق على الأنفاق التي كانت الأضاحي تنقل عبرها، الأمر الذي قلل من عدد الأضاحي المعروضة وهو ما صاحبه ارتفاع في أسعارها، وفق قوله.
وبحسب مشينش، فإن الطريقة الثانية بدت أكثر نجاعة لأنها تعتمد على ذبح الأضاحي في أيام العيد بإشراف جهات شرعية متخصصة، ثم تعليب اللحوم وتخزينها في ظروف مناسبة استعدادا لإرسالها إلى القطاع.
وقد يسرت هذه الطريقة الأمر على الراغبين في التبرع بالأضاحي لغزة، حيث يتم اللجوء إلى أسواق تنخفض فيها أسعار الأضاحي مثل الهند وباكستان والإمارات العربية المتحدة، التي يبلغ ثمن الأضحية من الضأن فيها نحو 120 دولارا، وهي أسعار أقل من الموجودة داخل غزة.
وأشار مشينش إلى أن سعر السهم الواحد (سُبع السعر الكلي للأضحية من البقر) اقترب من 250 دولارا للعجل الهولندي الذي يمنح 50% من وزنه لحماً، في حين يرتفع السعر إلى 325 دولارا للعجل أو البقرة البلجيكية التي تعطي لحماً وفيراً عند ذبحها.
وأشار إلى أن كثيراً من المؤسسات الخيرية والجمعيات التركية "باتت تلجأ للطريقة الثانية لضمان إيصال اللحوم إلى السكان في الوقت المناسب، بينما يحصل المتبرعون على أجر الأضحية باعتبارها ذبحت في أيام العيد".
أغنية لسوريا
وفي سياق التضامن مع السوريين، قام الطفل إليان أغا سالونيك بأداء أغنيات "الراب" هو وزملاؤه في رثاء ضحايا سوريا وتأبينهم.
وسالونيك هو واحد من أكثر من مائة طفل سوري التقوا في حديقة "شوكور بستان" في ثاني أيام العيد بدعوة من مدرسة النور التابعة لجمعية النور السورية لتقديم الخدمات الإغاثية للسوريين.
وقد غنى سالونيك -وهو طالب من ضاحية قدسيا قرب دمشق– لتراب سوريا، ومجّد الشهداء ولعن قاتليهم، وجلد بدموع أمهاتهم أمة احترفت الصمت على ذبحهم منذ أكثر من ثلاث سنين.
وقال نائب مدير مدرسة النور السورية بإسطنبول عدنان حسن خالد إن الهدف من جمع الأطفال في الحديقة هو محاولة إبعادهم ولو نسبياً عن أجواء المعاناة التي لاقوها في الداخل السوري.
وأشار إلى أن الحفل وفّر فرصة للأطفال ولذويهم كذلك للقاء والتعارف وقضاء الوقت مع بعضهم البعض في "عيد الغربة".
وأوضح خالد في حديثه للجزيرة نت أن الأطفال حظوا بوقت ليشعروا فيه بالفرح، لافتا إلى أن الطفل في سوريا "يحرم من أبسط حقوقه في الدراسة واللعب"، وهو ما تحاول الجمعية توفيره للأطفال الذين نجوا مع عائلاتهم من مذابح النظام في سوريا، على حد قوله.
وأكد أن عدداً كبيراً من الأطفال السوريين من غير مدرسته حضروا الفعالية الاحتفالية بعد الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، معبراً عن عزم الجمعية إقامة هذه الفعاليات في كل عيد ضمن ما تسمح به الظروف والإمكانيات.