الحديدة.. بوابة الحوثيين إلى "باب المندب"

سمير حسن-الحديدة
وشُوهد مسلحو الحوثي خلال اليومين الماضيين يبسطون سيطرتهم بشكل كامل على ميناء الحديدة، بعد أن عززوا تواجدهم الأمني فيه، وذلك بعدما كانوا يشاركون في حراسة الميناء منذ أيام وبعد فرض من سموهم "مراقبين" إثر اجتماعهم مع قيادة الميناء.
وقال رأفت العامري، أحد القادمين من داخل ميناء الحديدة، إن المسلحين الحوثيين كثفوا تواجدهم في الميناء، وأصبحوا يحكمون قبضتهم على حركة التنقل والعبور من خلال نقاط أمنية نصبوها عند البوابة الجنوبية والشمالية الشرقية للميناء.
ونقل -في حديث للجزيرة نت- عن أحد المسلحين الحوثيين في الميناء، أنهم باتوا ينتشرون في البحر الأحمر على متن زوارق حربية جنباً إلى جنب مع أفراد من قوات خفر السواحل اليمنية، وبتنسيق مع قيادة الشرطة البحرية في مدينة الحديدة.

بُعد إقليمي
ويكتسب ميناء الحديدة، أكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر، أهمية إستراتيجية فائقة، إذ يُشكل قيمة اقتصادية كبيرة جداً للبلاد، ويُعد الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الإستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.
ويرى أستاذ إدارة الأزمات والعلوم السياسية في جامعة الحديدة نبيل الشرجبي، أن الأهمية الإستراتيجية لمدينة الحديدة ومينائها تكمن في السيطرة على هذه الجزر، ثم خنق الملاحة البحرية في باب المندب أو في قناة السويس وفرض إستراتيجيته البحرية على دول المنطقة والعالم.
وقال للجزيرة نت، إن ما يجعل احتمالات هذه السيطرة واردة، هو النظر إلى البعد الإقليمي من وراء الصراع، في ظل وجود تعاون بين مسلحي الحوثي وإيران، وهو تعاون بدأ خجولا ثم زاد بشكل واضح مؤخرا، حتى أصبح لدى الطرفين الكثير من القواسم المشتركة.
وأوضح أن إيران في الفترة الأخيرة، تبنت إستراتيجية بحرية كبيرة تتمكن من خلالها من السيطرة على أهم المضائق البحرية ومن ضمنها مضيق باب المندب، وتستطيع أن تؤثر على الملاحات في قناة السويس.
وأضاف أن الأمر باستحضار البعد الإقليمي خطير جداً، ولكن عندما نرى فتورا غير مبرر في ردود الفعل الخليجية والعربية المطلة على البحر الأحمر، فإن ذلك يدفعنا في أحيان كثيرة للقول إن هناك اطمئنانا خليجيا لما يحدث من تحرك من قبل الحوثيين في داخل الحديدة والإقليم اليمني.

تهديد خطير
وقال إن هناك قناعة خليجية، بأن ما يحصل هو نوع من الصراع الداخلي على اعتبار أن الطرف المسيطر عليه هو حزب المؤتمر الشعبي العام، ثم هناك اطمئنان لهذا الدور الذي يلعبه الحزب، والذي لا يزال قادرا على أن يحدد ما حركة الحوثي؟ وما البعد الذي قد تذهب إليه سواء على مستوى البر أو البحر؟
من جانبه، حذر الباحث في العلوم السياسة بجامعة الحديدة وعضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار اليمني، العزي شُريم، من خطورة الإخلال بأمن واستقرار الشريط الساحلي لمدينة الحديدة.
واعتبر -في حديث للجزيرة نت- أن أي تواجد للمليشيات المسلحة يشكل تهديدا خطيرا لسلامة الملاحة البحرية ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة العربية والعالم.
وقال إن ما يحدث في اليمن وتحديدا بالحديدة، انعكاس لصراعات بين أطراف وقوى خارجية تجري محاولة استغلاله من قبل بعض القوى اليمنية المتصارعة بهدف فرض أجندات لا تخدم اليمنيين ومشروعهم المستقبلي الطامح لبناء دولة يمنية حديثة.
وخلص إلى أن إعلان جماعة الحوثي رفع الاعتصامات المسلحة من العاصمة صنعاء خطوة إيجابية، ويجب أن تنعكس أيضا على بقية المدن اليمنية التي اعتبر كثيرون أنها تقع تحت احتلال هذه المليشيات، مشيراً إلى أن وجود مثل هذه المليشيات أصبح أمرا مقلقا، لأنه "يجذب عناصر صراع أخرى إلى المنطقة قد تؤدي باليمن إلى انزلاقات أمنية خطيرة".