البرلمان الفرنسي يطالب بالاعتراف بفلسطين
عبد الله بن عالي-باريس
وعلل مشرعون فرنسيون مطالبتهم بتنامي عدد البلدان التي اعترفت باستقلال فلسطين وما سموه تمادي إسرائيل بسياساتها المناوئة لأي حل تفاوضي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان نواب أحزاب جبهة اليسار الفرنسي قد وجهوا الاثنين الماضي رسالة إلى رئيس مجلس النواب كلود برتلون طالبوه فيها بإدراج مشروع قرار يؤيد الاعتراف بفلسطين على جدول أعمال نقاشات الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى في البرلمان) في "أسرع الآجال"، بينما تقدم أعضاء فريق حزب الخضر-أوروبا البيئة بمشروع مماثل إلى مجلس الشيوخ الفرنسي.
الاعتراف بفلسطين
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، أوضح النائب فرانسوا أسانسي أن الرسالة التي وجهها -مع اثنين من زملائه باسم جبهة اليسار- إلى رئيس مجلس النواب، ترمي إلى نفض الغبار عن مشروع قرار يدعو الحكومة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطين قدمه ممثلو الجبهة إلى الجمعية الوطنية يوم 24 سبتمبر/أيلول 2012.
وأضاف أسانسي أن "الأوضاع الإقليمية والدولية أملت علينا اتخاذ هذه المبادرة"، مشيرا إلى أن الحكومة اليمينية في إسرائيل تواصل سياسة قضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة، الأمر الذي يقوض -حسب قوله- "فرص التوصل إلى حل تفاوضي قائم على مبدأ الدولتين الذي تؤيده المجموعة الدولية".
وأردف قائلا "أوروبيا، الحكومة السويدية اعترفت بالدولة الفلسطينية يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومجلس العموم البريطاني صوت بأغلبية ساحقة على قرار بهذا المعنى، والبرلمان الإسباني يستعد لإجراء تصويت مماثل، وهناك الآن 134 دولة تعترف بدولة فلسطين".
تحفيز أوروبا
وألمح أسانسي إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التي أعلن فيها أن بلاده ستعترف "حينما يحين الوقت" بالدولة الفلسطينية، دون ربط ذلك الاعتراف باستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وأشار النائب اليساري إلى أن مشروع القرار من شأنه أن "يمكّن مجلس النواب من الاضطلاع بدوره في مجال السياسة الخارجية وأن يضع نفسه في مستوى المبادرة البريطانية"، مؤكدا أن الاعتراف الفرنسي بفلسطين سيكون محفزا لبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.
من جانبها، قالت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي والقيادية في حزب الخضر-أوروبا البيئة إيستر بنباسا إن مشروع القرار الذي تقدمت به إلى الغرفة العليا في البرلمان الفرنسي يهدف إلى دفع الحكومة "للاعتراف دون إبطاء بدولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة على قاعدة حدود عام 1967، على أن تكون القدس عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية".
وأوضحت بنباسا في حديث للجزيرة نت أن النص يدعو سلطات باريس إلى "القيام بكل ما بوسعها للوصول ميدانيا إلى حل تفاوضي يؤدي إلى قيام دولتين مستقلتين في فلسطين التاريخية"، وخلصت إلى أن أي تصويت برلماني لصالح الاعتراف بفلسطين -حتى وإن كانت أهميته رمزية- سيمثل خطوة إلى الأمام نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.