دول جوار سوريا تطلب الدعم لمواجهة أعباء اللاجئين
طالبت دول مجاورة لسوريا المجتمع الدولي بمزيد من الدعم لمواجهة أعباء الأعداد المتزايدة من اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا منذ أزيد من ثلاث سنوات، في حين أعلنت ألمانيا تخصيص نصف مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين.
وقال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام إن لبنان -المتضرر بشدة من موجات اللجوء- بلغ مداه في قدراته على استقبال اللاجئين. وناشد -في مستهل مؤتمر دولي من أجل اللاجئين السوريين في العاصمة الألمانية برلين اليوم الثلاثاء- المجتمع الدولي زيادة مساعداته المالية واستقبال عدد أكبر من اللاجئين.
ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عن "إنهاك" من استقبال اللاجئين، وأكد أن التدفق الهائل للاجئين إلى الأردن أدى بالفعل إلى خلافات وتوترات اجتماعية.
وشكا ناجي كورو نائب وزير الخارجية التركي من أن بلاده -التي تتحمل تكاليف تقدر بأربعة مليارات دولار لاستقبال اللاجئين- لم تحصل على دعم من المجتمع الدولي إلا بنحو 250 مليون دولار فقط.
بدوره انتقد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتريس عدم كفاية الدعم الدولي المقدم للاجئين السوريين المنهكين "بأسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم في الآونة الأخيرة"، وأكد أن الدول المتضررة من موجات اللجوء بحاجة إلى مساعدات مالية.
تعهد بالتضامن
في المقابل أعلنت ألمانيا تخصيص نصف مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين في دول الجوار، كما أعلنت عن عزمها بناء 18 مخيما للاجئين شمال العراق.
وتعهد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بتضامن المجتمع الدولي مع الدول المتضررة من موجات اللجوء، وطالب بأن لا تقتصر المساعدة على تقديم الرعاية الإنسانية وحدها، بل يجب أن تمتد إلى الاهتمام باستقرار الدول التي تستضيف هؤلاء اللاجئين.
ويهدف مؤتمر برلين إلى إنشاء أرضية للتعاون الطويل الأجل من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، ويشارك فيه نحو أربعين دولة ومنظمة ومؤسسة مجتمع مدني.
وأسفر النزاع في سوريا خلال الأعوام الماضية عن لجوء نحو خمسة ملايين شخص إلى دول أخرى، فضلا عن تشريد أكثر من ستة ملايين آخرين داخل بلدهم.
ويعتبر لبنان من أكثر الدول تضررا من موجات اللجوء السورية، حيث يعيش فيه حاليا أكثر من مليون لاجئ سوري، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد السكان في لبنان بمقدار الثلث.
كما تعتبر الأردن وتركيا من الدول الأكثر تضررا من موجات اللجوء القادمة من سوريا، حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن -الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة- أكثر من ستمائة ألف لاجئ، في حين يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا أكثر من 1.5 مليون لاجئ.