فلسطينيو أوروبا يقرون خططا لإغاثة وإيواء منكوبي غزة
محمد أمين
استشعرت أكثر من 50 جمعية إغاثية وطبية يديرها فلسطينيون في أوروبا التباطؤ في تنفيذ مقررات مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة بداية الشهر الجاري، فاجتمع فلسطينيو القارة الأوروبية في هولندا الأسبوع الماضي في مؤتمر انتهى بجملة من المقررات، تركزت في موضوع الإيواء المؤقت، والتنسيق لتأمين علاج الحالات المستعصية من مصابي الحرب.
وناقش ممثلون عن مؤسسات فلسطينية في أوروبا في لقائهم بمدينة روتردام الهولندية سبل الإسهام في إغاثة غزة على صعيد أوروبا، ودعم المسجد الأقصى والقدس المحتلة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة.
وبيّن أن اللقاء انقسم إلى محورين، الأول هو المحور الطبي والثاني هو الإيواء العاجل، وقد انتهى المجتمعون بالتعهد بترميم 5000 وحدة سكنية، وتأمين إيجار ثلاثة آلاف منزل لأسر متضررة، وكفالة 1500 أسرة، وتأمين 1500 وحدة سكينة.
تعاطف أوروبي
وفي محور العلاج أشار مدير حملة الوفاء إلى أن الفلسطينيين في أوروبا تعهدوا بتأمين علاج 300 جريح بالتنسيق مع منظمات أهلية وحكومية أوروبية متعاطفة وتدرك حقيقة الوضع في غزة.
وأوضح أن "الحرب الأخيرة ساهمت في دحض الرواية الإسرائيلية وزادت من تعاطف الأوروبيين مع القضية الفلسطينية"، وأنه وفي أجواء التشديد والتضييق الدولي على المنظمات الخيرية إلا أن ملف فلسطين يتم التعامل معه أوروبيا بشكل مختلف.
ويجتهد فلسطينيو أوروبا في الاستفادة من المساحة الموجودة في أوروبا للإسهام في دعم وإغاثة قطاع غزة والتخفيف من حصاره، إذ إن عددا من الجمعيات المشاركة تمتلك ترخيصا بوصفها جمعيات أوروبية عضوة في منظومة المؤسسات الأهلية الأوروبية، وتستفيد من التسهيلات الأوروبية والمشاريع المخصصة لدعم قطاعي الصحة والتنمية في غزة.
وفي المحور الطبي تحدث المنسق العام لتجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا منذر رجب للجزيرة نت مشيرا إلى أن برنامجي تضميد الجراح والمحور الطبي كانا من نصيب التجمع.
جرحى للعلاج
وقال رجب إن اللقاء أقر توصيات بتكثيف الوفود الطبية لغزة من مختلف الدول الأوروبية للمشاركة في العلاج الطبي بمستشفيات القطاع، ونقل خبرات الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، مشيرا إلى استقدام جرحى للعلاج.
وأشاد بتجربة الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا والنمسا التي عرضت استقبال 20 جريحا، وستخرج الدفعة الأولى منهم خلال الأسبوعين القادمين.
وبشأن إجراءات مغادرة الجرحى لقطاع غزة مع مصاعب التنقل وإغلاق المعابر، أوضح رجب أنه يتم أخذ موافقات مسبقة من الدول الأوروبية التي ستستقبل الجرحى قبل مغادرتهم غزة، وأن سفارات هذه الدول تعمل على تسهيل مغادرتهم ووصولهم إلى بلد العلاج.
القدس والأقصى
ولتزامن المؤتمر مع الحملة التي يتعرض لها المسجد الأقصى، فقد أقر اللقاء أولوية ملحة لتكثيف الاتصال بالجهات الرسمية وصناع القرار في أوروبا لشرح المخاطر المترتبة على الانتهاكات الإسرائيلية ضد القدس والأقصى.
كما اتفق المشاركون على إقامة مؤتمر سنوي خاص بملف القدس والأقصى على مستوى أوروبا، وإعطاء الأولية في خطط العمل السنوي للجالية الفلسطينية والقدس والأقصى، مع مراعاة اللغات الأوروبية.
وثمن المجتمعون الفعاليات التي شهدتها عشرات المدن الأوروبية خلال الأيام الماضية نصرة للقدس والأقصى، والتي كان أبرزها خطبة الجمعة الماضية في مساجد أوروبا والتي تحدثت عن المخاطر المحدقة بالقدس والأقصى في ظل التصعيد العدواني الإسرائيلي الخطير.