صدام الجيش والجهاديين أحيا محاور طرابلس
علي سعد-بيروت
واندلعت المعارك في المدينة بعد إشاعة خبر غير صحيح عن وفاة أحمد سليم الميقاتي المعروف بأبو الهدى في سجن وزارة الدفاع ببعبدا قرب بيروت.
وكانت قوات الجيش داهمت شقة تابعة للميقاتي في طرابلس واعتقلته مع عدد آخر.
المعركة المستمرة منذ مساء الجمعة خلفت عشرة قتلى من الجيش اللبناني نعتهم مديرية التوجيه وأسيرين هما طنوس نعمة وفايز العموري الذي اقتيد من منزله في التبانة.
كما قتل ثلاثة مواطنين وسقط حوالي ثلاثين جريحا من العسكريين والمدنيين، بينما لم يُكشف بعد عن الخسائر في صفوف المسلحين.
إخلاء الجرحى
ومساء الأحد، حققت وساطات عمل عليها مفتي طرابلس وهيئة العلماء المسلمين وفاعلون في المدينة ما يشبه هدنة غير معلنة عبر فتح طريق لإخلاء الجرحى.
وفي الوقت الذي نفت فيه مصادر عسكرية الموافقة على الهدنة، أكد مقربون من المسلحين للجزيرة نت أنها دخلت حيز التنفيذ.
وقد شوهدت أكثر من سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني تدخل منطقة باب التبانة لإخلاء عدد من الجرحى أكثرهم من المدنيين.
ولم تدم الخطة التي أرست الأمن في طرابلس بعد أكثر من 20 جولة من المعارك بين منطقتي جبل محسن المؤيدة للنظام السوري وباب التبانة المناصرة للثورة أكثر من بضعة أشهر، حتى عادت أسماء محاور القتال مثل سوق العطارين والراهبات والصاغة والتبانة وأحيائها المتفرعة تلمع من جديد وسطع نجم قادة جدد.
وقالت مصادر طرابلسية على صلة بالمسلحين للجزيرة نت إن الذين يقاتلون الجيش هم أربعة قادة محاور مع مجموعات مسلحة تُقدر بالعشرات.
والقادة الأربعة هم شادي المولوي وأسامة منصور المتحصنان في طرابلس والمرتبطان فكريا بجبهة النصرة، إضافة الى مجموعة الميقاتي وأقربائه في طرابلس، ومجموعة الشيخ خالد حبلص في قضاء المنية.
تهديد بإعدامات
ارتباط المسلحين بجبهة النصرة دفع الأخيرة لإعلان نيتها إعدام عسكري لبناني جديد هو علي البزال صباح الأحد قبل أن تعود لتمدد المهلة حتى الثانية ظهرا، مع احتمال تأجيله أو إلغائه حسب التطورات.
وقالت مصادر هيئة العلماء المسلمين للجزيرة نت إن تدخلها والشيخ مصطفى الحجيري والوسيط القطري أدى إلى تأجيل عملية الإعدام.
وأبلغت مصادر عسكرية الجزيرة نت أن مجموعة الميقاتي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وهي المسؤولة عن ثلاث سيارات مفخخة عثر عليها الجيش خلال المعركة المستمرة منذ ليل الجمعة.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش حقق تقدما وسيطر على شارع سوريا الإستراتيجي وجنوب باب التبانة ووصل إلى سوق الخضار حيث دارت معارك شرسة، مشكلا طوقا تمهيدا للسيطرة على منطقة التبانة كاملة.
وأضافت أن الجيش استعمل خلال المعركة مدافع من عيار 106 ومضادات متعددة وقذائف هاون، إضافة إلى سلاح الطيران، بينما وصل السلاح البحري إلى شواطئ طرابلس ولم تذكر ما إذا كان استعمل في المعارك.
وأشارت المصادر إلى أن الشيخ حبلص فر من بلدة بحنين التي شهدت مقتل أربعة عسكريين -بينهم ضابطان- إلى بساتين على أطراف مخيم نهر البارد.