تضامن بالضفة ومؤازرة للقدس
عاطف دغلس-نابلس
بحرقة وبصوت واحد، ردد فلسطينيون تجمهروا عند دوار الشهداء وسط مدينة نابلس هتافات "ع القدس رايحيين شهداء بالملايين" و"بيت المقدس في العيون ارحل عنها يا صهيون" تضامنا ومؤازرة للقدس.
وتحت شعار "القدس في خطر" تظاهر مئات الفلسطينيين وبدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي بالمدينة بعد ظهر اليوم الاثنين وسط نابلس شمال الضفة الغربية دعما للقدس وأهلها ورفضا لعملية "التهويد والتهجير" التي يتعرضون لها والتي فاقت القمع والملاحقة والاعتقال إلى سرقة الأرض والبيوت وطرد أصحابها منها بالقوة.
ووجهت الفصائل رسائل عدة، محليا بالدعوة لرص الصف الفلسطيني الداخلي من أجل الوحدة ومساندة القدس، وعربيا لوقف "نهج التخاذل" في عدم التصدي للتهويد "العلني والوقح" للمدينة المقدسة.
ودعوا المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة لحماية المقدسيين (مسيحيين ومسلمين) من العنف الإسرائيلي.
وقف التنسيق
وفي تعليقه للجزيرة نت على هامش الفعالية، قال أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بنابلس محمود اشتية إن القدس تواجه الآن إرهاب الدولة الاستيطانية الإسرائيلي، وإن المقدسيين يتعرضون "للقهر الإسرائيلي"، وإن المطلوب من كل الفلسطينيين بالضفة وغزة تعزيز صمودهم.
ونقل اشتية موقف حركته فتح والسلطة الفلسطينية وهو الرفض للواقع الجديد الذي يحاول الاحتلال فرضه بالقدس وسعيه الدؤوب لطرد أهلها كما هو الحال في حي سلوان واقتحام المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من دخوله.
وقال إن فتح وخلال انعقاد مجلسها الثوري قبل نحو أسبوعين كانت جادة ليس فقط بوقف التنسيق الأمني إذا ما استمر الاحتلال بسياساته العنصرية والعدوانية تجاه الفلسطينيين، وإنما بإعادة النظر في كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال التي لم يلتزم بها أصلا.
ودعا اشتية الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتوحيد بوصلتها نحو القدس والتوجه نحو مصالحة وطنية شاملة وحقيقية.
وتأتي هذه الفعالية تزامنا مع دعوات إسرائيلية داخل الكنيست لإلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، إضافة لمحاولة الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عليه بمنع دخول الفلسطينيين وإحداث تقسيم زماني للأقصى وتحديد أعمار المصلين بأكثر من 50 و60 عاما والسماح مقابل ذلك للمتطرفين الإسرائيليين باقتحام المسجد وتسهيل الطريق أمامهم.
خطوات جادة
من جهته دعا عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية زاهر الششتري إلى وقفة حقيقية وجادة من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير موازية لجرائم الاحتلال وأفعاله اليومية العدوانية.
وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن المطلوب هو تحرك عملي واسع يتمثل بوقف "التنسيق الأمني" بين السلطة وإسرائيل، وقال إن الاستنكار والمظاهرات لا تكفي وحدها إذا لم ترافقها خطوات عملية جادة ضد الاحتلال.
وأضاف أنه إذا ما تعلق الأمر بالقدس والأقصى والأرض فلا يجوز رهن القرارات الفلسطينية بجانب محدد وفرض طريق واحد لمقاومة الاحتلال، بل يجب إعادة تقييم لكل المسيرة الفلسطينية فيما يتعلق بالتفاوض أو المقاومة وتحقيق المصالحة "وليس المحاصّة وتعزيز الانقسام".
الكل مقصر
وأكد القيادي في حزب الشعب الفلسطيني خالد منصور على كلام الششتري قائلا إن الاصطفاف الشعبي والفصائلي وخاصة بالضفة الغربية تجاه القدس أقل بكثير مما هو مطلوب.
وطالب منصور -في حديث للجزيرة نت- بخروج هذه المظاهرات من الساحات العامة وميادين المدن الرئيسية إلى مناطق الاحتكاك المباشر مع الاحتلال.
واتهم منصور القيادة الرسمية والشعب والفصائل "بالتقصير" في حماية القدس والمسجد الأقصى.
وغابت حركة حماس عن الفعالية بعد أن منعتها أجهزة الأمن التابعة للسلطة من تنظيم مسيرات مماثلة الأسبوع الماضي بمدن الضفة بحجة عدم الترخيص والاعتداء على رجال الأمن وتدمير الممتلكات العامة.
ونفت الحركة ذلك، وأكدت -في بيان لها حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- أنها "محاولات لإخراجها من المشهد السياسي وحظرها بالضفة".
وتشهد مدينة القدس والمسجد الأقصى منذ شهر تصعيدا إسرائيليا خطيرا يتمثل في اقتحامات لمتطرفين إسرائيليين للأقصى ومواجهات يومية توقع إصابات واعتقالات.