انتهاء الاقتراع بتونس وانتظار النتائج يشغل المتنافسين
محمد المختار أحمد-تونس
وقد اتصفت هذه الانتخابات عموما بإقبال كبير من الناخبين بلغت نسبته الأولية 60% من المسجلين على لائحة الناخبين طبقا لما أعلنته رسميا هيئة الانتخابات، وبمستوى عال من الانسيابية واليسر خلافا لكثير من التكهنات والتحليلات. كما تميزت بالهدوء والأمان رغم ما عاشته البلاد من أحداث أمنية خلال الأيام الماضية.
حضرنا لحظة إغلاق صناديق التصويت في أحد مراكز الانتخاب بحي التضامن الشعبي بولاية أريانة، واستجلينا آراء هيئة المكتب رقم "1" فيه وممثلي القوائم الانتخابية المترشحة، ومراقبي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ومنظمات المجتمع المدني.
قابلنا رئيس هيئة المكتب فيصل ماجري فسألناه عن حصيلة يوم الاقتراع في مكتبه، فقال إن نسبة التصويت تجاوزت 70% لكنها أقل من الانتخابات السابقة المنظمة في أكتوبر/تشرين الأول 2011.
ملاحظات بسيطة
وأكد ماجري أن عملية التصويت مرت دون خروق أو شكاوى باستثناء "ملاحظات بسيطة" قدمها مراقبو ثلاثة من الأحزاب المتنافسة ومن المجتمع المدني ومراقبون من المعهد الديمقراطي الأميركي، وتتعلق بعدم حمل رئيس المكتب لشارة هيئة الانتخابات.
من جهتها اعتبرت المراقبة عن مركز الإسلام والديمقراطية سونيا المزوغي أن الاقتراع "جرى عموما بطريقة عادية"، مع وجود "اختلالات في البداية من بينها عدم وجود أسماء ناخبين، رغم أنهم زودتهم هيئة الانتخابات ببياناتهم الانتخابية.
وأضافت المزوغي أن الإقبال "كان جيدا في الصباح ثم تناقص مع مرور الوقت" عكس الانتخابات السابقة.
وبدوره، وصف ممثل حزب النهضة محمد بوسعيدي الاقتراع بأنه كان "جيدا في العموم، ولم نرصد مشاكل ذات بال سوى دعاية سياسية بسيطة تم احتواؤها فورا"، مضيفا أن المشاركة كانت "أقل من السابق وتناقصت مع الوقت خاصة في المساء".
مواكبة للفرز
من جهة أخرى، أفاد ممثل حزب الاتحاد الوطني الحر محمد أمين محسني بأنه وقعت تجاوزات في مكتب "رقم2" بنفس المركز وصفها بأنها "كبيرة جدا، منها أن رئيس المكتب ينتمي إلى حزب سياسي، كما رصدنا دعاية سياسية في منطقة المكتب"، موضحا أن الإقبال كانت نسبته نحو 80%، وكان يمكن أن تكون أكبر "لولا خيبة أمل الناس من الانتخابات الماضية".
وفي المقابل، أكد ممثل حزب النهضة في هذا المكتب شكري العياري أن عملية التصويت "كانت جيدة عموما، وهناك نواقص مثل عدم وجود أسماء ناخبين، إضافة إلى أن كبار السن وجدوا صعوبة في تحديد شعارات مرشحيهم بسبب ضعف إنارة القاعة، لكنها طبعا أمور بسيطة، وما جرى اليوم مُرضٍ لنا، كما أن هيئة المكتب كانت جيدة ومتعاونة".
وقد واكبت الجزيرة نت عملية الفرز في هذا المكتب الذي رفض رئيسه التحدث لوسائل الإعلام، حيث جاء حزب حركة النهضة في المرتبة الأولى، وتلاه حزب نداء تونس، ثم حل الاتحاد الوطني الحر ثالثا.
أكملت تونس إذن الفصل الأول من كتاب الشرعية الشعبية بإنهائها انتخاباتها التشريعية التي ستحدد من سيتولى تشكيل أول حكومة دائمة بعد الثورة، بينما تستعد لفتح الفصل الثاني المتعلق بانتخاب من سيشغل منصب رئيس البلاد في ظل منافسة شرسة وخيارات معقدة.