البحرة: الحل لمأساة اللاجئين السوريين سياسي لا إغاثي
خالد شمت-برلين
اعتبر رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" هادي البحرة أن تفاقم حجم المأساة الإنسانية للاجئين السوريين بشكل غير مسبوق مقارنة بكوارث إنسانية أخرى في العصر الحديث جعل من المستبعد وجود حل إغاثي يمكن أن ينهي هذه المأساة.
وقال البحرة -في حوار مع الجزيرة نت على خلفية مؤتمر اللاجئين والاستقرار في سوريا الذي ستنظمه الحكومة الألمانية تحت رعايتها في برلين غدا الثلاثاء- إن الحل الوحيد الناجع لإنهاء مأساة اللاجئين السوريين هو إعادة الاستقرار إلى بلدهم من خلال تحقيق انتقال سياسي كامل لدولة ديمقراطية، وفق خريطة تقدم بها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة في مؤتمر جنيف الثاني وما زال ملتزما بها.
وأشار إلى أن "الأمم المتحدة لم يمر عليها طوال تاريخها حالة مثيلة للمأساة السورية، ولا أعداد لاجئين ونازحين في فترة قصيرة، مثلما هو الحال الناتج عن الأعمال الإجرامية التي يرتكبها نظام الأسد".
مؤتمر اللاجئين
ويفتتح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايماير مؤتمر "اللاجئين والاستقرار في سوريا" الذي سيعقد غدا الثلاثاء بمقر وزارته، بمشاركة 29 دولة و11 منظمة دولية من بينها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والجامعة العربية.
ويهدف هذا المؤتمر -الذي سيحضره رئيس وزراء لبنان تمام سلام ومبعوث الأمم المتحدة لسوريا توماس دي مستورا- لحشد الدعم والمساندة الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين والدول المستضيفة لهم، خاصة الدول المجاورة لسوريا كتركيا والأردن ولبنان.
ورأى رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن عدم توجيه الخارجية الألمانية راعية مؤتمر اللاجئين السوريين الدعوة للائتلاف للمشاركة بالمؤتمر لا يعكس أي أبعاد سياسية تجاه الائتلاف ودوره.
وأوضح أن الحكومة الألمانية رأت أن من الأسلم عدم دعوة نظام الأسد والائتلاف لتجنب الاستقطاب السياسي بمواقف الدول المشاركة، والتركيز على قضية اللاجئين السوريين للخروج بأفضل نتائج لها.
ومن جانب آخر اعتبر هادي البحرة أن الحرب الدائرة على تنظيم الدولة الإسلامية لم تحدث تغييرا في المواقف الغربية من الثورة السورية وفي الزخم الدولي الداعم لهذه الثورة. وذكر أن "العكس هو الصحيح لأن العالم كله بات يعلم أن الاستبداد هو من أهم مسببات الإرهاب، وأن نظام بشار الأسد هو من استقدم وسهل عمل التنظيمات الإرهابية في سوريا ليواصل استمراره بالتشبث بالسلطة".
وأضاف البحرة أن معظم دول العالم أعربت عن موقف واضح بأنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا ولا في مرحلتها الانتقالية. وأشار إلى أن "المجتمع الدولي أكد التزامه بعدم التعامل مع نظام الأسد، ومواصلة اعتباره فاقدا للشرعية ولا يمكن أن يكون شريكا في الحرب على الإرهاب، وأنه هو من استخدم الإرهاب ضد شعبه".
البحرة: " |
الموقف الأميركي
وقال البحرة إنه تلقى من مسؤولي الإدارة الأميركية خلال مشاركته باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، تأكيدات واضحة باستمرار اعتبارهم للأسد فاقدا للشرعية، وأنه لن يكون هناك أي تعامل مع نظام حكمه، وأنهم ملتزمون بدعم المعارضة السورية المعتدلة الممثلة بالائتلاف والجيش الحر، وأنهم يتطلعون لرفع الائتلاف كفاءته الإدارية ليتمكن من إدارة المناطق التي سيتم تحريرها من تنظيم الدولة.
ولفت رئيس الائتلاف السوري إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم أكدوا على استمرار دعمهم الكامل لأي حل سياسي يؤدي لرحيل بشار الأسد، وقال إنه طالب الإدارة الأميركية بالتعامل مع الجيش الحر الموجود على الأرض مثل تعاملهم مع قوات حلفائهم، وتأمين تسليح الجيش الحر بما يناسب تحقيق النجاح لمهامه العسكرية.
وأشار إلى أن "قوات من الجيش الحر شاركت في بدايات المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة بمدينة عين العرب (كوباني) السورية، وهناك مساع لزيادة عدد هذه القوات".
وعن تصور الائتلاف السوري المعارض بالنسبة للمدن السورية التي ستحرر من تنظيم الدولة حتى لا تعود لسيطرة نظام الأسد، أوضح البحرة أن الائتلاف تقدم منذ ثلاثة أشهر إلى مجموعة أصدقاء سوريا بخطة بعنوان "العودة إلى سوريا"، تدعو لإقامة منطقة آمنة وحظر لطيران النظام السوري بالمناطق التي ستحرر من تنظيم الدولة.
وخلص هادي البحرة إلى أن الائتلاف السوري يعول على تغيير الواقع على الأرض، وعلى قدرته في إقناع المجتمع الدولي بضرورة الضغط الجاد على نظام الأسد لإلزامه بالمضي في حل سياسي يحقق للشعب السوري تطلعاته بإقامة دولة ديمقراطية.