استهداف الصحفيين أضر بحرية الإعلام في العراق
علاء يوسف-بغداد
وأعدم تنظيم الدولة الإسلامية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أول صحفي في نينوى منذ سيطرته على الموصل في يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد اعتقاله لمدة شهرين.
وفي حديث صحفي، قال مسؤول الإعلام بالحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى سعيد مموزين إن التنظيم أعدم الصحفي مهند العكيدي في معسكر الغزلاني جنوب مدينة الموصل رمياً بالرصاص.
وكان العكيدي يعمل مراسلاً لوكالة صدى برس في الموصل، كما أنه عمل مقدم برامج في قناة "الموصلية الفضائية"، ولم تكن له أي ارتباطات أخرى خارج الحقل الصحفي، وفق مصادر مقربة منه.
وبعد أقل من أسبوع أعدم التنظيم المصور رعد العزاوي مع شقيقه وسط ناحية العلم شرق مدينة تكريت بعد أسابيع من اختطافهما.
هاشم حسن: ضمانات العمل الصحفي لاوجود لها في العراق وسط الأجواء الأمنية المضطربة |
غياب الضمانات
واستنكرت نقابة الصحفيين العراقيين عملية إعدام الصحفي مهند العكيدي، وشددت في بيان لها على أن "مثل هذه الأفعال لن تثني أصحاب الكلمة الصادقة عن مواصلة درب العطاء والتضحية".
وقالت إن الصحافة قدمت أكثر من 390 قتيلا على مدى العقد الماضي، مما يعكس حجم تضحياتها.
ويؤكد عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد الدكتور هاشم حسن أن ضمانات العمل الصحفي لا وجود لها في العراق، وسط الأجواء الأمنية المضطربة التي اتسعت بشكل كبير منذ انسحاب الجيش العراقي من الموصل ومناطق في تكريت والأنبار.
وأضاف حسن للجزيرة نت أن استهداف الحقل الإعلامي لم يقتصر على الصحفيين، وإنما شمل مكاتب وسائل الإعلام المختلفة. وقال إن مراسلي وسائل الإعلام العربية طالهم الأذى نتيجة مواقف الدول التي تتبع لها هذه الوسائل.
وأشار إلى أن نقل الخبر الذي لا يعجب المسلحين يعرض المراسل الإعلامي للاستهداف، مما يشكل تهديدا كبيرا ويناقض الحرية الصحفية.
ولفت إلى أن هذا الواقع دفع بمنظمات دولية تعنى بالحريات والحقوق للمطالبة بإيجاد حل لأوضاع العاملين بالإعلام في المناطق الساخنة بالعراق.
الخلافات والمليشيات
وأوضح أن القوانين العراقية تمنح الصحفيين حرية العمل، لكن الخلافات السياسية وانتشار المليشيات واجتياح تنظيم الدولة لمناطق بشمال وغرب البلاد، جعل عملهم يتحول إلى مهنة "الخطر والموت".
ويرى الخبير الأمني وفيق السامرائي أن السبب المباشر الذّي يقف وراء استهداف العاملين بوسائل العلام هو رفضهم العمل لصالح الجماعات المسلحة والترويج لها، إلى جانب الفوضى في المناطق الخارجة عن سيطرة السلطات العراقية.
لكنه أشار إلى أن بعض الصحفيين باتوا يعملون لحساب الحكومة، وتحولوا من نقل الأحداث إلى تزويد القوات الأمنية والطيران العراقي بأماكن تواجد المسلحين.
وبيّن أن الصحفيين وقعوا بين نار الخضوع لجماعة التنظيم أو تزويد القوات العراقية بمعلومات قد تساعد قي استعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
يشار إلى مسلحين نفذوا هجوما انتحاريا ضد محطة تلفزيون صلاح الدين بتكريت أواخر العام الماضي، مما أدى لمقتل خمسة صحفيين من طاقمها.