أسرار سقوط مدينة هيت العراقية بيد تنظيم الدولة الإسلامية
أحمد الأنباري-الرمادي
وأشار المصدر الأمني إلى أن "القوات الأمنية في المدينة كانت تعاني من مشاكل كثيرة قبل سيطرة التنظيم عليها، ومن بين تلك المشاكل عدم تعاون أغلبية علماء الدين وشيوخ العشائر وحتى مجلس القضاء مع القوات الأمنية".
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن "قضاء هيت كان نادرا ما يشهد عقد مؤتمرات أمنية مشتركة مع شيوخ العشائر وعلماء الدين وذلك بسبب ضعف الإدارة المحلية لمجلس القضاء وضعف إدارة قائممقام هيت مهند زبار للقضاء".
حواضن الداخل
وأكد أن "تنظيم الدولة هاجم هيت من الداخل وليس من الخارج، ولدينا أسماء الذين تورطوا وتعاونوا مع التنظيم بسقوط المدينة، وبينهم أعضاء في مجلس قضاء هيت إضافة إلى شيوخ عشائر وعلماء دين وعدد كبير من أبناء المدينة الذين شكلوا حواضن للتنظيم"، لم يكشف المصدر عن أسمائهم.
ولكنه كشف عن "تعاون عشيرتي البونمر والعبيد مع القوات الأمنية، أما بقية العشائر فقد تعاون بعضها مع الإرهابين وتحالف معهم واضطر البعض الآخر للخروج من المدينة". وأشار إلى أنه "سيتم الكشف عن أسماء من تعاونوا مع تنظيم الدولة بعد تحرير المدينة في القريب العاجل".
من جانبه أكد قائممقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي ما ذهب إليه المصدر الأمني، وقال -في حديث للجزيرة نت- إن قسما من أهالي هيت الأصليين ونازحين وعلماء دين وشيوخ عشائر هم من أسقطوا المدينة بيد التنظيم.
النازحون والتنظيم
وأضاف الجغيفي أنه "لم يتم التدقيق بأغلبية الأسر النازحة من مدينة الفلوجة قبل دخولها إلى هيت، وكانت من تنظيم الدولة الإسلامية أو المتعاونين معه هناك"، مؤكدا أنه كانت توجد انقسامات كبيرة بين شيوخ العشائر في هيت، وأن ذلك دفع عددا منهم للتعاون مع التنظيم، بينما لم تتعاون بقية العشائر مع القوات الأمنية.
وتابع الجغيفي أن "علماء الدين التزموا الصمت ووقفوا مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهم الآن يحثون أبناء هيت على الجهاد ضد القوات الأمنية ومقاتلتها"، موضحا أن إدارة قضاء هيت لم تكن قادرة على جمع شيوخ العشائر وعلماء الدين تحت راية واحدة لمساندة القوات الأمنية.
من جهته قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن "عدم تعاون شيوخ العشائر وعلماء الدين في هيت مع القوات الأمنية كان سببا رئيسا في سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها"، مبينا أن التنظيم سيطر على هيت من خلال خلايا نائمة من أبناء المدينة كانوا جاهزين للسيطرة عليها.
وأضاف كرحوت للجزيرة نت إن عناصر التنظيم أوهموا القوات الأمنية أنهم سيهاجمون المدينة من خارجها، وبعد تمركز القوات الأمنية على مداخل المدينة لصد هجوم التنظيم خرجوا من داخل منازل المواطنين وقاموا بالسيطرة على المراكز الأمنية والدوائر الحكومية في مركزها، مما دفع القوات الأمنية إلى الانسحاب.