احتجاجات الطلاب تتواصل بمصر وسط تجاهل الإعلام
مصطفى شاهين-القاهرة
وتراهن وزارة التعليم العالي على السيطرة على الجامعات عبر شركة فالكون الأمنية، وبالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن الإداري.
وتوعد وزير التعليم العالي السيد عبد الخالق ستة طلاب من جامعة أسيوط قبض عليهم مؤخرا بقرارات تأديبية تصل إلى حد الفصل، إضافة لعقوبات تتعلق "بالشق الجنائي".
وأضاف فى مداخلة ببرنامج "مساء جديد" بقناة التحرير أن الوزارة تنسق مع الداخلية بشكل كامل، وأشار إلى وجود قوات قرب الجامعات للتدخل فى أي وقت.
لكن حسام الأسيوطي -وهو أحد الطلاب المتظاهرين- قال إن هذه التهديدات لن ترهب المحتجين، واعتبر استمرار المظاهرات وفاء للشهداء والمعتقلين "خاصة شهيد جامعة أسيوط"، في إشارة إلى زميله عبد الرحمن علي الطالب بكلية طب الأسنان.
ضرب واقتحام
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة طلاب ضد الانقلاب يوسف صالحين إن مظاهرات الجامعات تصدرت المشهد في صعيد مصر، خاصةً محافظات أسيوط وبني سويف والمنيا.
وأضاف أن هذه المظاهرات تعرضت للاقتحام والضرب من قبل قوات الأمن و"البلطجية"، وأشار إلى حملات اعتقال واسعة أبرزها في محافظة الفيوم.
وأضاف صالحين للجزيرة نت أن الاعتقالات لن تجدي نفعا، وأنه لا أحد يستطيع احتواء الثوار خاصة الطلاب منهم، مشددا على أن الأمن يستطيع إغلاق الشوارع والميادين، ولكن ليس بإمكانه إغلاق الجامعات، وفق تصوره.
وتوقع صالحين أن تسفر الضغوط الأمنية عن تصاعد "ثورة الطلاب".
أما المتحدث باسم طلاب ضد الانقلاب بجامعة الأزهر محمود الأزهري فأشار إلى أن فرع أسيوط شهد فعاليتين يومي الأحد والثلاثاء الماضيين رفضا للإجراءات الأمنية المشددة بالجامعة.
وأشار إلى أن قوات الأمن تتخذ إجراءات مشددة لتسكين طلاب المدينة الجامعية وتفرض على الطالب تسليم صورة والتوقيع على إقرارات، كما تحظر عليه التواجد في أي مكان بالجامعة باستثناء كليته.
ووعد بأن تكون الاحتجاجات في الأيام القادمة بتكتيك مختلف ومن خلال فعاليات مفاجئة تحطم كل القيود الأمنية.
تجاهل الإعلام
من جانب آخر، لاحظ أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة سوهاج صابر حارص تجاهل الصحافة المحلية للاحتجاجات الطلابية والشعبية المعارضة للحكومة.
وقال إن مراسلي الصحف والفضائيات في صعيد مصر يتجنبون نقل الاحتجاجات ضد النظام الحالي، وفي حال إرسالهم تقارير عنها تعدل أو تتجاهلها الجهات التي يعملون بها.
وأشار إلى أن أجهزة الأمن في صعيد مصر تحاول منع المظاهرات قبل قيامها، وغالبا تنجح في ذلك.
ولفت لاعتقال مراسلين بالجزيرة واضطرار آخرين لتقديم استقالاتهم، مشيرا إلى أن سر قوة الجزيرة وتأثيرها هو التزامها المهنية وسماحها بالرأي الآخر.
أما الصحفي المتخصص في شأن الحركات والجماعات الإسلامية بالصعيد ممدوح ثابت فأكد أن الإعلام فى مصر يمر بمرحلة صعبة منذ عهد الرئيس حسني مبارك حيث كانت السلطة تسيطر على منافذ الإعلام وتتحكم فى صياغة مضمون رسالته.
وأضاف للجزيرة نت أن مصر تشهد حاليا العودة لحقبة مبارك حيث "سقط الإعلام فى أخطاء مهنية كبيرة تحققت فيها أشكال الانحياز المختلفة وضاعت الموضوعية حتى تحولت وسائل إعلام كبيرة إلى منابر سياسية موجهة بحجج الصراع السياسي".