معارك ضارية بعين العرب والتحالف يستهدف المربع الأمني
أفاد مراسل الجزيرة على الحدود السورية التركية بأن طائرات التحالف الدولي شنت غارة على المربع الأمني بوسط مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، في وقت تدور اشتباكات عنيفة بين قوات تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد بمحيط هذه المنطقة.
وأضاف أن الاشتباكات التي تندلع بين الطرفين في أحياء المدينة أو ضواحيها تتلو عادة الغارات التي يقوم بها طيران التحالف على مواقع التنظيم، وهو ما يعني أن التحالف الدولي أصبح جزءا من المعركة التي تدور في عين العرب.
وأشار المراسل إلى أن معظم الاشتباكات تركزت في الجهة الشمالية الغربية للمدينة، وتحديدا حول الطريق الذي يصل المدينة بمعبر مرشد بينار على الحدود مع تركيا, وهي منطقة لم يستطع أي من الطرفين حتى الآن بسط سيطرته الكاملة عليها.
وقال المراسل إن القوات الكردية تتحدث عن مقتل العشرات من قوات تنظيم الدولة في الاشتباكات, لكن تنظيم الدولة لم يتحدث عن أي حصيلة ضحايا، كما أن صعوبة الوصول إلى مناطق المعارك تجعل من العسير تأكيد أي حصيلة يقدمها أحد أطراف الصراع.
سيطرة
وبات مقاتلو التنظيم يسيطرون على مساحة كبيرة من عين العرب التي تبلغ مساحتها نحو سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية وتبعد نحو كيلومتر عن الحدود التركية, فقد سيطروا على شرقها وتقدموا من جهتي الجنوب والغرب نحو وسطها، وأحكموا سيطرتهم الجمعة على مقر القوات الكردية في شمال المدينة.
في غضون ذلك بدأت وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق البلاد) حملات للتجنيد الإجباري بين الأكراد السوريين لدعم صفوفها إثر اشتداد المعارك مع قوات تنظيم الدولة.
من جهة أخرى أعرب لاجئون فروا من مدينة عين العرب عن قلقهم على سلامة أفراد عائلاتهم الذين بقوا عالقين داخل المدينة المحاصرة من قبل تنظيم الدولة.
وقد أجبر الصراع المحتدم في المدينة أكثر من مائتي ألف شخص على الفرار باتجاه الأراضي التركية، في حين بقي 500 مدني على الأقل محاصرين هناك، بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
تأهب تركي
وأمام التطورات الميدانية عززت القوات التركية وجودها على الجانب التركي من الحدود تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها وقوع معبر مرشد بينار الحدودي في يد مقاتلي تنظيم الدولة.
ونتيجة اقتراب الاشتباكات من المعبر الحدودي، أخلى الجيش التركي الشريط الحدودي من ساكنيه، وأعلن أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأحد بالاقتراب منها.
وقال مدير مكتب الجزيرة عبد العظيم محمد إن الجيش التركي دفع بمزيد من الآليات العسكرية والدبابات باتجاه الحدود مع سوريا قبالة عين العرب، حيث يحتدم القتال.
في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إن الوضع في عين العرب يمثل "مشكلة صعبة للغاية"، ولكنه أضاف أن الغارات الجوية حققت بعض التقدم في صدّ مقاتلي تنظيم الدولة, وأكد أن القتال من أجل هزيمة تنظيم الدولة سيكون عملية طويلة الأمد.
يذكر أنه منذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي قتل أكثر من 577 شخصا معظمهم من المقاتلين بينهم 321 من عناصر تنظيم الدولة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى سقوط نحو سبعين قرية بأيدي تنظيم الدولة.