قائد الجيش اللبناني يغضب طرابلس
جهاد أبو العيس-بيروت
وزاد قهوجي في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" نقلتها وسائل إعلام لبنانية أن "تنظيم الدولة الإسلامية كان ينوي نهب الأسلحة من مراكز الجيش في عرسال كما فعل الجهاديون في العراق، وذلك من أجل مهاجمة القرى الشيعية والمسيحية القريبة منها".
وقال إن أدوات الدولة الإسلامية لتحقيق ذلك هي "بعض الخلايا النائمة في طرابلس ومنطقة عكار، بالإضافة إلى دعم بعض الشرائح من السكان"، مؤكدا أن "تنظيم الدولة يريد الحصول على منفذ بحري يفتقر إليه حاليا في العراق وسوريا، ولبنان هو الوحيد الذي يمكن أن يمنحه ذلك".
ترهيب للمواطنين
وتتعرض مدينة طرابلس المعروفة بتأييدها للثورة السورية -بحسب مراقبين- لحملة إعلامية ضارية، تهدف إلى الزج بها في مواجهة مع الجيش والأجهزة الأمنية تحت شعار "ضرب الحاضنة الشعبية المؤيدة للإرهاب".
ورأت فعاليات طرابلسية في تصريحات قائد الجيش "ترهيبا لمواطنيها وتحميلا للأوضاع أكثر من حقيقتها ومما تحتمل، تساوقا مع الحملات التحريضية الإعلامية ضد المدينة".
وجاءت أولى ردود الفعل على تصريحات قهوجي من وزير العدل وابن طرابلس أشرف ريفي "الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي"، الذي قال إن "كل الكلام الذي يقال بشأن وجود فريق سيقتطع جزءا من شمال لبنان لتكوين إمارة تشكل مرفأ ليس صحيحا، وأي كلام تهويلي يصب في مصلحة من يريد زعزعة استقرار لبنان".
أما مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار فعبر عن صدمته من تصريحات قائد الجيش لافتا إلى وجود ما سماه "مخططا يهدف إلى إيصال طرابلس والشمال إلى الإرهاب والتطرف، وأن طرابلس أمانة بيد الجيش ونحن مؤمنون بأن الجيش هو المسؤول الوحيد عن تحقيق الأمن".
وأوضح الشعار أن "حديث العماد قهوجي يحتاج إلى قراءة متأنية، لأن العالم كله يشهد على أن الإرهاب نقيض السنّة وضد معتقداتهم الدينية، لذلك لا أعتقد ان هناك بيئة سنية للإرهاب".
تقصير حكومي
وفي المقابل تساءل النائب السابق مصباح الأحدب عن المسؤول عن نجاح أو فشل الخطة الأمنية بطرابلس والتي أشرف عليها الجيش، وقال في تصريح للجزيرة نت "كيف قامت مربعات أمنية بطرابلس في ظل خطة الجيش وانتشاره، ومن هو المسؤول عن التقصير هنا ؟".
وتابع الأحدب قائلا "إن قائد الجيش ومختلف القيادات تعلم أسماء المتورطين بالاعتداءات المتكررة على الجيش لكنها لا تريد أن تتحرك، وهناك من يريد تحميل واتهام طرابلس وأهلها باحتضان الإرهاب والكل يعلم أن طرابلس عكس ذلك تماما".
وأضاف، "نحن لا نلوم قائد الجيش، نحن نلوم من يقدمون أنفسهم على أنهم يمثلون أهل الاعتدال السني المشاركين بالحكومة ويرضون ويسكتون على ما يجري من إجراءات وتشويهات ضد طرابلس".
أما المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية بطرابلس حسن الخيّال فقال للجزيرة نت إن حجم الهجمة والتشويه والتضخيم الإعلامي ضد طرابلس بلغ درجات عالية من الظلم، مشيرا إلى أن تصريحات قائد الجيش "أحدثت صدمة لدى الأهالي بوصفه يمثل رأس المؤسسة الأمنية الرئيسية بالبلاد".
وأضاف الخيّال أن "تصريحات قائد الجيش دفعت بفعاليات المدينة للتداعي لدراسة أبعادها تحضيرا للرد عليها نظرا للخطورة التي يمكن أن تترتب عليها في هذا الوقت الحساس".
ودعا مختلف الأطر السياسية والأمنية لمعالجة الفكر المتشدد بالحوار والإجراءات العملية البعيدة عن التهويل أو التخويف أو الركون إلى التقارير والتشويه الإعلامي المقصود من بعض الأطراف لتوريط المدينة والإساءة لسمعتها.