تصويت رمزي ببرلمان بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين
يجري مجلس العموم البريطاني (البرلمان) اليوم الاثنين تصويتا رمزيا بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة من شأنها أن تعزز الوضع السياسي للقضية الفلسطينية.
ويحظى الاقتراح بتأييد قيادة حزب العمال التي طلبت من نواب الحزب التصويت لصالحه، وهو قرار أثار غضبا بين بعض أعضاء البرلمان المؤيدين لإسرائيل، في حين تركت الأحزاب الأخرى لنوابها التصويت وفقا لقناعاتهم.
تصويت غير ملزم
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن موريس -الذي يرأس مجموعة "أصدقاء فلسطين" في حزب العمال- قوله، إن التصويت ليس ملزما للحكومة، لكن "إذا تكلل بالنجاح فإنه سيشكل ضغطا كبيرا على الحكومة الحالية والقادمة".
واعتبر أن "اعتراف المملكة المتحدة بفلسطين قد يعطي دفعة حاسمة لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي لكي تقوم بالمثل"، مشيرا إلى أن "عددا متزايدا من الدول يعترف بشكل أحادي بدولة فلسطين".
وأوضح أن "سياسة الحكومة الحالية تقول إن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون ثمرة مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن لا توجد مفاوضات تجري حاليا، وإسرائيل أظهرت عجزا عن التفاوض بحسن نية".
ومن المتوقع أن يمتنع وزراء الحكومة عن التصويت. ولا تعتبر بريطانيا فلسطين دولة، ولكنها تقول إنها قد تفعل ذلك في أي وقت إذا رأت أن ذلك سيساعد عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وحتى لو أيدت أغلبية النواب المقترح وصوتت لصالح اعتبار فلسطين دولة، فإن هذا التصويت رمزي فقط وليس ملزما، ولن يجبر الحكومة البريطانية على تغيير سياساتها الحالية تجاه القضية الفلسطينية.
قرار محرج
وقالت سعيدة وارسي النائبة عن حزب المحافظين الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، إنها تأمل إجازة الاقتراح.
وكانت وارسي وزيرة دولة في الخارجية البريطانية واستقالت من منصبها في أغسطس/آب الماضي بعد اتهام الحكومة بانتهاج موقف "يتعذر الدفاع عنه أخلاقيا" في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويرى مراقبون أنه رغم أن الاعتراف بالدول من صلاحيات الحكومة في بريطانيا وليس البرلمان، فإن التصويت لصالح المقترح سيعبّر عن رغبة البرلمان في الاعتراف بفلسطين، ويحرج بالتالي الحكومة البريطانية.
ويأتي هذا التصويت بعدما أعلنت السويد في وقت سابق أنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطين، مما جعل الخارجية الإسرائيلية تستدعي السفير السويدي للاحتجاج رسميا على هذا القرار. كما أعلنت عشرات الدول في السابق اعترافها بالدولة الفلسطينية.
ويثير تأييد حزب العمال للاقتراح قلق إسرائيل لأنها تخشى أنه يمكن أن يكون مقدمة لمجيء حكومة مستقبلية يتزعمها حزب العمال تحذو حذو السويد وتعترف بفلسطين.