اكتشاف أموال عراقية مسروقة مخبأة في لبنان
كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن محققين أميركيين أنه تم اكتشاف أكثر من مليار دولار من أموال عراقية مسروقة في لبنان, وهي جزء من أرصدة ضخمة نقلتها الولايات المتحدة إلى العراق بعيد غزوه في عام 2003, وهو ما يسلط مجددا الضوء على ما شهده هذا البلد من فساد في السنوات العشر الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن لجنة تحقيق شكلتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن في العام 2004 توصلت إلى أن المبلغ الذي عثر عليه في مخبأ بلبنان هو جزء من نحو عشرين مليار دولار نقلت خلال سنة ونصف السنة من الغزو من واشنطن إلى بغداد.
والأموال -التي أرسل الجزء الأكبر منها بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الأميركي والجزء المتبقي بطريقة إلكترونية- سُحبت من صندوق تنمية العراق الذي تمت تغذيته من مبيعات النفط العراقي خلال سنوات الحصار الذي بدأ عقب حرب الخليج الثانية.
وأنشئ هذا الصندوق بمقتضى برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أقر في عام 1996, والذي كان العراق يحصل بمقتضاه على الغذاء والدواء مقابل النفط الذي كانت عائداته توضع في حسابات بالولايات المتحدة تحت إشراف مجلس الأمن.
ولم يصدر أي تعليق من الحكومة اللبنانية على اكتشاف الأموال العراقية التي قدرها المحقق الأميركي ستوارت دبليو بوين جونيور بما بين 1.2 و1.6 مليار دولار.
ونقلت الولايات المتحدة الأموال من صندوق تنمية العراق إلى بغداد كي تُنْفق على إعادة الاستقرار للعراق الذي كان يشهد تناميا للمقاومة المسلحة للاحتلال الأميركي.
وكان العراق في ذلك الحين يخضع لسلطة الحاكم الأميركي بول بريمر مع أنه كانت هناك حكومة عراقية مؤقتة.
وتسلم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي السلطة في العام 2006, وواجهت حكومته حتى خروجها من السلطة في أغسطس/آب من هذا العام اتهامات بشتى أنواع الفساد المالي.
يشار إلى أن المنظمة العالمية للشفافية صنفت العراق ضمن الدول الأكبر فسادا في العالم. وشمل الفساد -وفقا لتقارير قطاعات النفط والغاز والكهرباء- الصفقات الحكومية بما فيها بعض صفقات تسليح القوات العراقية. ويعتقد أن مليارات الدولارات من الخزينة العراقية تبخرت جراء الفساد.