إجراءات أميركية صارمة لكبح الهجرة غير الشرعية
وبدأت إدارة باراك أوباما في يونيو/حزيران الماضي تحت ضغط المعارضين الجمهوريين لوقف الهجرة غير المسبوقة للأطفال هذا العام، بالتعهد بإعادتهم سريعا إلى أوطانهم وحماية الحدود مع المكسيك وأميركا الوسطى بشكل أفضل.
وفي إطار شق ثالث من هذه الإستراتيجية جرى إعداد سلسلة من مراكز الاعتقال العائلية بهدوء لاحتجاز عدد من الأطفال وعائلاتهم فيها بدلا من إطلاق سراحهم ووضعهم تحت المراقبة بانتظار أن تنظر المحكمة المختصة في ما إذا كان يتعين ترحيلهم أم لا.
وتوجد هذه المراكز التي افتتحت في الصيف لاستقبال العائلات مع أطفالها في أرتيزيا بولاية نيومكسيكو وكارنس بولاية تكساس، ويتوقع أن يفتتح مركز إضافي في تكساس خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويأتي هذا التوسع الكبير في سعة مراكز الاعتقال والتي ارتفعت من 90 سريرا فقط في العام الماضي إلى 3700 مع نهاية هذا العام، وسط معلومات تظهر أن الهجرة الموسمية انحسرت وانخفض عدد العائلات التي تعبر الحدود إلى 3295 في أغسطس/آب الماضي، انخفاضا من 16329 في يونيو/حزيران الماضي.
وقالت متحدثة باسم قوات الأمن التابعة لدائرة الهجرة والجمارك إن "منشآت الاعتقال العائلية ستساعدنا في إعادة هذه العائلات بشكل أكثر دقة وفعالية بما يتوافق مع التزاماتنا القانونية والدولية، في الوقت الذي تردع فيه الآخرين من القيام بهذه الرحلة الخطرة وغير الشرعية إلى الولايات المتحدة".
قلق حقوقي
من جهتها تقول جماعات حقوق الإنسان إن هذه السياسة الجديدة مضللة بشدة. وبحسب ميشيل برين -وهي مديرة برنامج يعنى بحقوق المهاجرين في مفوضية اللاجئات- لا يمكن منح الرعاية الكافية في مراكز الاعتقال لعدد من الأطفال بعضهم لا يزالون رضعا أو بدؤوا يتعلمون المشي.
ويشير الناشطون الحقوقيون إلى أن الكثير من الأولاد المهاجرين لديهم أسباب محقة لطلب اللجوء والهرب إلى الولايات المتحدة لأن حكوماتهم عاجزة عن حمايتهم من العنف المنزلي والعصابات.
وقال مارشال فيتز الخبير في الهجرة بمركز التطوير الأميركي الذي تربطه صلات وثيقة بالبيت الأبيض، إن مراكز الاعتقال يراد منها عدم تشجيع وصول موجة هجرة جديدة إلى الولايات المتحدة يتوقع البعض أن تبدأ في وقت مبكر من العام المقبل.
وتعتبر الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران عندما لا يكون الطقس باردا أو حارا بشكل خطر، أشهر الذروة للأطفال الذين يسافرون وحدهم أو برفقة عائلاتهم للقيام برحلة الهجرة إلى الحدود الأميركية مشيا على الأقدام أو على أسطح القطارات.
وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي جي جونسون الخميس "نرى هذا الأمر قادما من جديد، وأريد أن أمنعه قبل أن يحصل".