أهالي المخطوفين بعرسال يمهلون الحكومة للاثنين

علي سعد-بيروت
أكثر من سبعين يوما مرت على اختطاف العسكريين اللبنانيين من قبل مسلحين ينتمون لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية خلال معركة مع الجيش اللبناني في عرسال، ولا تزال قضيتهم تراوح بين التفاوض والإعدام دون أن يظهر حل للأزمة في الأفق.
وعانى أهالي العسكريين من الانتظار وسلوك عدة طرق للضغط على الحكومة وإيجاد السبل الكفيلة بعودة أبنائهم سالمين، وإن كانوا يدركون أن المقايضة مع سجناء إسلاميين في رومية هي الحل الوحيد المتاح، فهم لا يرون أي وسيلة أخرى تؤمن سلامة أبنائهم.
وبعد 17 يوما من إغلاقهم طريق ضهر البيدر -الذي يعتبر الشريان الحيوي لمنطقة البقاع (شرق لبنان) وهو الطريق الدولي الذي يصل بين بيروت ودمشق- انتقل الأهالي إلى ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية على بعد مرمى حجر من مجلس النواب.

نقل الاعتصام
ويحتجز كل من جبهة النصرة وتنظيم الدولة 27 عسكريا لبنانيا بعد إعدام ثلاثة منهم في وقت سابق. وكانت الإعدامات توقفت بفعل جهود الوساطة التي تقودها قطر، لكن بطء المفاوضات دفع تنظيم الدولة إلى التهديد بقتل جميع الرهائن الموجودين لديه.
تهديد أخاف أهالي العسكريين الذين أبلغوا الجزيرة نت أنهم سيمهلون الحكومة حتى يوم الاثنين بعد وعود تلقوها من مسؤولين فيها بانفراجة قريبة في هذا الملف، دون إعطاء أي معلومات عن شكل هذه الانفراجة وتوقيتها.
وقالت ماري الخوري -شقيقة الرقيب المخطوف جورج الخوري- إنهم لمسوا خلال اجتماعهم ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى موضوع التفاوض من الجانب اللبناني إيجابية أعطتهم مزيدا من الأمل.
ولا تبدو ماري واثقة كثيرا بالوعود التي يتلقاها أهالي المخطوفين وتقول إنها لن تصدق أي شيء قبل أن ترى شقيقها يعود إلى عائلته، ويحمل بين يديه ابنه أندرو الذي وُلد قبل أسبوع.
لكن انعدام الحيلة يجعل أهالي المخطوفين ينتظرون في خيمهم متسلحين بالوعود نفسها التي تلقوا الكثير منها من قبل، رغم إيمانهم بأن ضغوطهم على الحكومة من خلال قطع الطرقات هو الذي حرك عملية التفاوض، وعليه فإن المزيد من الضغط في الأيام القادمة سيعطي دفعا لعملية المقايضة.
وليس بعيدا عن الخيمة التي نصبتها عائلة الخوري، تمضي عائلة الشرطي المخطوف عباس مشيك وقتها في خيمة مشابهة في الشكل والمضمون. داخل الخيمة تجلس زوجة مشيك ووالدها وأخوها وأحد أقرباء العائلة، وأمامها تلعب ابنته فاطمة ذات السنوات السبع التي لا تزال منذ اليوم الأول تنتظر مع أخوها علي أن يعود والدها غدا كما يعدونها كل يوم.

قلق وتململ
وتبدي زوجة مشيك قلقا كبيرا على صحة زوجها الذي لديه جرثومة في الكبد تولى الشيخ مصطفى الحجيري من عرسال تأمين دواء له في أيام الخطف الأولى، قبل أن يسحب الأخير يده من الموضوع وتصبح صحة زوجها تحت رحمة المسلحين.
يتململ جميع من في الخيمة من التصرف الحكومي تجاه الملف، فوالد الزوجة يقول "نحن نقبل بأي حل المهم أن يعود جميع المخطوفين سالمين". لا يعبأ ما إذا كان الحل مقايضة أم دفع أموال أو ربما طريقة أخرى، قبل أن تقاطع الزوجة لتؤكد "التمسك بمبدأ المقايضة كخيار آمن لعودة زوجها سالما".
وليس بعيدا عن عائلة مشيك يشدد حسين جابر -الذي لديه مخطوفان من عائلته- على ضرورة الاستمرار بالتصعيد، مشيرا إلى "أننا انتقلنا من ضهر البيدر إلى هنا لأن المسؤولين لم يسألوا عنّا فجئنا نحن إليهم".
ويشدد على أنه "إذا لم نصل إلى التطور الإيجابي الذي وُعدنا به فسيتحد الأهالي لإغلاق أي مرفق أو مقر يستوجب إغلاقه لرفع حجم الضغط، كما سنتوجه إلى منزل أي وزير أو مسؤول يرفض المقايضة أو يعوقها، لأن الوضع لم يعد يحتمل".