وفد أميركي إلى أنقرة لحثها على حرب تنظيم الدولة
يزور وفد عسكري أميركي أنقرة الأسبوع القادم لبحث أفضل السبل لمشاركة تركيا في الحملة العسكرية التركية على تنظيم الدولة الإسلامية. واستبعدت تركيا تنفيذ عمل بري ضد التنظيم شمالي سوريا رغم تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.
وأضافت ساكي أن آلن ونائبه بريت ماكغورك أجريا أمس محادثات وصفتها بالبناءة مع مسؤولين أتراك يتقدمهم رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو.
وتسعى واشنطن وعواصم غربية أخرى فضلا عن أكراد تركيا وسوريا إلى دفع تركيا لاتخاذ إجراءات أكثر حزما قد تشمل تدخلا عسكريا محدودا لمنع سقوط مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية السورية بيد تنظيم الدولة.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رهن قبل أيام انخراط تركيا في الحملة العسكرية على تنظيم الدولة بشروط من بينها إقامة منطقة عازلة في أقصى شمال سوريا.
كما تريد تركيا الحصول على ما يشبه الضمانات لأمنها بوصفها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل اتخاذ قرار بشأن مشاركة عسكرية محتملة في استهداف تنظيم الدولة على حدودها.
وعبرت واشنطن عن موقف متردد ومتباين تجاه الدعوة التركية بشأن المنطقة العازلة, في حين قال الأمين العام للحلف الأطلسي يانس ستولتنبرغ أمس في أنقرة إن إقامة تلك المنطقة ليست ضمن مخططات الحلف حاليا.
مقاومة للضغوط
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام الناتو أن قيام تركيا منفردة بعملية عسكرية برية ضد تنظيم الدولة في مدينة عين العرب غير واقعي.
وشدد المسؤولون الأتراك الذين التقوا الأمين العام للناتو والجنرال المتقاعد جون آلن على تقييم جميع الخِيارات في الحرب على تنظيم الدولة، ومن ضمنها العمليات البرية.
وقال ستولتنبرغ أمس إن الناتو سيدافع عن تركيا ضد أي خطر تعرّض له.
وتواجه تركيا ضغوطا داخلية قوية من المعارضة بما فيها الأحزاب الكردية للتدخل عسكريا لمنع سقوط عين العرب التي تتعرض لهجوم من تنظيم الدولة منذ ثلاثة أسابيع. واتهم قادة أكراد أتراك وسوريون السلطات التركية بالتخاذل تجاه ما يحدث في عين العرب.
بل إن زعيم حزب الشعب الديمقراطي الكردي المعارض صلاح ديمرتاش اتهم أمس تركيا بأنها زودت فصائل سورية معارضة بالسلاح, قائلا إن بعض ذلك السلاح بات بيد تنظيم الدولة.
يشار إلى أن البرلمان التركي فوض مؤخرا الحكومة تنفيذ عمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق إذا اقتضت الضرورة.
ونشرت تركيا عددا كبيرا من الآليات والجنود مقابل مدينة عين العرب, وتراقب تطور الوضع هناك, ويشمل ذلك تنظيم عبور اللاجئين الأكراد السوريين.
وتشعر أنقرة بالاستياء من تلميحات أميركية بأنها لا تشارك بفاعلية في الحرب على تنظيم الدولة, وتريد إجراء مشتركا أوسع يستهدف أيضا النظام السوري وقواته التي تهاجم المدن. وقال مصدر كبير في الحكومة التركية "نرفض بقوة مزاعم عن مسؤولية الأتراك عن تقدم تنظيم الدولة".