المقاومة تبدأ تشكيل "جيش احتياط" بغزة
أيمن الجرجاوي-غزة
تختلط قطرات عرق الشاب الفلسطيني أنس دلول بحبات الرمل وهو يزحف تحت سلك شائك من حوله ألسنة نيران تزيد حرارة الشمس شدتها، ومن ثم يمسك بقضبان حديدية تعلو رأسه لينتقل من واحدة إلى أخرى قبل أن ينتظم في صف عسكري، منهيًا تمرينه بكلمة "الله أكبر".
وعلى وقع مقاطع الأناشيد الوطنية ينتظم الشاب دلول ونحو 200 شاب من منطقته الواقعة بحي الزيتون جنوب مدينة غزة بالمخيمات العسكرية التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب العدوان الإسرائيلي تحت مسمى "كلنا مقاومة".
تصميم
ويقول دلول (22 عاما) للجزيرة نت إنه التحق بهذه المخيمات ليكون جاهزا للانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية ويثأر لأصدقائه الذين استشهدوا أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتبدو علامات الإرهاق على جسد الشاب الفلسطيني رغم ضخامته، لكنه يقول إنه "وهب نفسه في سبيل الله، وليحدث ما يحدث".
وتابع "إذا قتلت فأنا شهيد، وإذا هدم بيتي يعوضني الله، نحن لسنا أفضل ممن استشهد أو هدم بيته، سنقيم دولة فلسطين على كامل أرضنا وسنكون جيشها".
ورغم أن المخيمات العسكرية انطلقت بعد بدء العام الدراسي الجديد، يصر الفتى وسيم حميد -الذي يدرس بالثانوية العامة- على الالتحاق بها، ويقول إنه ينظم وقته جيدا بين الدراسة والتدريب.
تجهيز للمقاومة
ويلفت حميد -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن التحاقه بمخيمات التدريب جاء لتهيئة نفسه للانضمام إلى صفوف كتائب القسام بعد إنهاء دراسته، قائلا "أنا أحب المقاومة والجهاد من أجل تحرير أرضي المحتلة، وأبذل روحي في سبيل ذلك".
ويعتقد الفتى الفلسطيني أن المقاومة المسلحة "هي الطريق الأوحد لتحرير فلسطين بعيدا عن المفاوضات العبثية". ويدعو جميع الشباب للمشاركة في تلك المخيمات، "لأن فلسطين لن تعود إلا بالقتال".
وفي مجموعة أخرى، يصرخ الشاب عادل فورة بصوت جهوري "خاصة.. خاصة.. خاصة.. نار لهيب حارقة.. همة عزيمة جارفة.. أسود حمر كاسرة"، بينما تتساقط حبات الرمال التي علقت بملابسه السوداء أثناء انبطاحه على الأرض.
الشاب فورة -الذي يدرس الثانوية العامة بالقسم الشرعي- يقول للجزيرة نت إنه "يعتزم تعليم المقاومين الفلسطينيين العلم الشرعي عندما يلتحق بصفوفهم بعد إكمال دراسته".
وأضاف "سيثبت جيلنا أن لهذه الأرض المحتلة شعبا سيحررها من الاحتلال، هذه أرضنا ومن حقنا أن ندافع عنها بكل ما نملك".
جيش احتياط
وتشرف دائرة الإعداد والتدريب التابعة لكتائب القسام، على المخيمات العسكرية المقامة في القطاع وتوفر كل الإمكانيات المطلوبة لذلك.
ويقول المسؤول عن المخيم المكنى أبا المعتصم -وهو يتفقد المجموعات المتدربة- إن هذه الخطوة جاءت لمكافأة الشعب الفلسطيني الذي احتضن المقاومة في القطاع أثناء معركة "العصف المأكول" ولتقريبه أكثر منها.
وأوضح أبو المعتصم -في حديثه للجزيرة نت- أن فكرة المخيمات العسكرية تتلخص في إيجاد "جيش احتياط" لمساعدة المقاومة في أي معركة مقبلة مع "إسرائيل"، مؤكدا أن الإقبال "فاق التصورات" من الشباب الفلسطيني.
ووفق أبي المعتصم يتدرب الشبان والفتية -فوق 16 عاما من كل أطياف الشعب- على الأسلحة الخفيفة والدفاع المدني والإسعافات الأولية والقنابل اليدوية.
وأكد المدرب بكتائب القسام أنه أعاد أكثر من 70 فتى كانوا يعتزمون الالتحاق بالتدريب لأن أعمارهم تقل عن 16 عاما، ولفت إلى أن من بين المتدربين أبناء لشهداء وإخوان لآخرين، وتتم معاملتهم معاملة عسكرية، حسب أعمارهم.