"الصورة تنتصر" معرض يوثق حرب غزة
أحمد عبد العال-غزة
تتنقل شروق مرتجى في أرجاء معرض وثق صور العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة على مدار 51 يوما، وتتذكر تلك الأيام العصيبة التي عاشها أهالي القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وتقول الطالبة مرتجى وهي تحدق في صورة طفلة غيرت قذائف إسرائيل معالم وجهها، "إن المعرض يثبّت في ذاكرتنا ما عايشناه من ألم وواقع مرير خلال فترة الحرب، ويحكي قصة شعب تعرض لأبشع عدوان".
وترى أن تثبيت هذه الصور في أذهان الناس يوصل رسالة إلى العالم أنه "برغم كل ما حل بنا من قتل ودمار، فإننا أثبتنا أن النصر يصنع بإرادتنا وصمودنا، وتخطينا لكل الصعاب".
تذكير الأجيال
واعتبرت مرتجى أن الصورة في هذه الحرب أدت دورها على أكمل وجه، فقد وصلت إلى العالم، وحركت الرأي العام العالمي، وكسرت الصمت الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم.
محمد جندية أحد زوار المعرض، كان يتأمل إحدى صور الدمار الذي لحق بحي من أحياء مدينة غزة؛ أكد أن أهمية هذا المعرض تكمن في كونه يذكر الأجيال بالحروب التي شنت على أبناء شعبنا والدمار والقتل الذي تعرضت له بلادنا.
ويقول إن من أهداف المعرض إبطال مقولة الإسرائيليين بأن "كبار الفلسطينيين يموتون والصغار ينسون"، فالصغار سيشاهدون هذه الصور ويعلمون ما حل بهم وبأهلهم ويدافعون عن أرضهم.
وافتتحت قناة القدس الفضائية الفلسطينية، ووكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، المعرض الذي استمر ثلاثة أيام وحمل عنوان "الصورة تنتصر"، وشارك في افتتاحه شخصيات رسمية من حكومة التوافق الفلسطيني ونواب من المجلس التشريعي وقيادات فصائل فلسطينية.
حكاية بطولة
وقد عرضت عشرات الصور الفوتوغرافية التي وثقت الكثير من صور العدوان، إضافة إلى أفلام وثائقية أنتجتها فضائية القدس خلال الحرب ووثقت جانبا مهما من مجازر إسرائيل في غزة.
من جهته، قال ياسر أبو هين رئيس تحرير وكالة صفا، إن لكل صورة من صور المعرض حكايتان، الأولى حكاية بطولة لبطل ابتعد عن أهله طوال فترة العدوان ليلتقطها وتصل إلى جميع أنحاء العالم، وحكاية ألم الشهيد أو الجريح أو أصحاب المنزل الذي دمر.
وأضاف أبو هين في حديث للجزيرة نت أن المصورين "أبطال الصورة" استطاعوا توثيق الجريمة وإدانة الاحتلال في أولى خطوات ملاحقةٍ ومحاكمةٍ للعدو تبدأ بلحظة التوثيق بالصورة، فوتوغرافية كانت أم تلفزيونية.
خط النار
ولفت الانتباه إلى أن لدى وكالته عددا كبيرا من الصور التي تكفل ملاحقة كل قائد وجندي إسرائيلي قصف ودمر قطاع غزة، معربا عن فخر جميع الإعلاميين بأنهم لم يخذلوا الشعب وبقوا على العهد طيلة أيام العدوان، على خط النار إلى جانب المقاومة.
وأشار إلى أن هذا المعرض يشمل جزءا يسيرا من الصور التي تمَّ التقاطها خلال العدوان، فقد وثقوا عشرات الآلاف من الصور التي تمَّ تقديمها بالمجان لجميع الوكالات الدولية والمحلية من باب المسؤولية الوطنية، مؤكدا أن العديد من الصحف والوكالات الدولية استخدمت هذه الصور، وكان لها الأثر الكبير في توضيح صورة الألم الفلسطينية.
أما المصور الصحفي محمد محسين فأكد أن المعرض يوضح انعكاس الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 51 يوما، حيث شهدت أيام العدوان انتهاكات للمواثيق والأعراف الدولية، فآلاف المنازل دمرت، وعشرات المجازر ارتكبت بحق عائلات أبيدت عن بكرة أبيها، إضافة إلى قتل الأطفال والنساء وتدمير المصانع والبنى التحتية في القطاع.
وأضاف محسين للجزيرة نت "هذه الجرائم عكسها المصورون في هذا المعرض، وشاهدها الزوار حيث عرضت الجريمة وأدواتها أمامهم، وهذا المعرض جزء يسير من جهود كبيرة تقوم بها المؤسسات الإعلامية.