البشمركة تدخل مدينتين بنينوى والألغام تعيق انتشارها
أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات البشمركة الكردية سيطرت الأربعاء على معظم مدينتي ربيعة وزُمّار بمحافظة نينوى شمالي العراق، بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي قُتل عدد من عناصره في اشتباكات وغارات جوية للتحالف الدولي.
وقال المراسل أمير فندي إن قوات البشمركة أحكمت سيطرتها على زمار التابعة لقضاء تلعفر على مسافة ستين كيلومترا تقريبا شمال غرب مدينة الموصل.
وأضاف أن القوات الكردية التي دخلت البلدة الثلاثاء لا تستطيع التحرك بحرية داخل المدينة بسبب مئات العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو تنظيم الدولة قبل انسحابهم منها. وأضاف أن سيطرة البشمركة يفتح لهم الطرق نحو مدينة سنجار التي تقع جنوب غربي الموصل، واقتحمها التنظيم قبل نحو شهرين.
وتقدمت القوات الكردية نحو زُمّار بفضل الغارات الجوية التي تنفذها منذ أسابيع الطائرات الأميركية التي انضمت إليها قبل أيام طائرات بريطانية وفرنسية، ضمن ما يعرف بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كما دخلت القوات الكردية الأربعاء مدينة ربيعة غربي مدينة الموصل على الحدود مع سوريا، بيد أنها لم تتمكن أيضا من السيطرة عليها بصورة كاملة. قال مراسل الجزيرة إن قوات البشمركة ورغم سيطرتها على ربيعة، لا تزال تواجه صعوبة في التحرك بحرية داخل المدينة، وذلك بسبب قيام تنظيم الدولة الإسلامية بزرع العبوات الناسفة في الطرقات والمباني.
وأضاف مراسل الجزيرة أن قوات البشمركة بسيطرتها على ربيعة تكون قد مهدت الطريق لقواتها للتقدم باتجاه قضاء سنجار شرقي الموصل، لاستعادة السيطرة عليه من تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان سيطر عليه قبل أكثر من شهرين.
وقالت مصادر كردية إن البشمركة يحاصرون مشفى يقع في وسط البلدة، تتحصن فيه مجموعة تضم ما بين عشرة و12 عنصرا من تنظيم الدولة.
وتخشى القوات الكردية أن يكون المسلحون قد فخخوا المشفى، ولهذا السبب قررت التريث قبل مهاجمته. وتعتقد تلك المصادر أن تنظيم الدولة فقد الاتصال بمقاتليه المحاصرين في مشفى ربيعة.
وكانت القوات الكردية قد بدأت الثلاثاء هجوما على ثلاث جبهات في شمال غربي محافظة نينوى في محاولة لاستعادة بلدات تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى معبر ربيعة (اليعربية من الجانب السوري).
يشار إلى أن تنظيم الدولة سيطر في 10 يونيو/حزيران الماضي على مدينة الموصل (400 كلم شمالي بغداد)، وتوسع لاحقا إلى محافظات صلاح الدين وديالى والتأميم (كركوك) والأنبار. وبدأت الولايات المتحدة في النصف الأول من أغسطس/آب الماضي حملة جوية لوقف توسع التنظيم.
اشتباكات وقتلى
وفي تطورات أخرى، قال مصدر من الاستخبارات العراقية إن تسعة من مقاتلي تنظيم الدولة لقوا حتفهم عندما قصفت طائرات التحالف الدولي مقرا للتنظيم في قرية "الدناديش" القريبة من مدينة الحويجة جنوب غرب مدينة كركوك.
وكان مراسل الجزيرة في أربيل قد أفاد بأن ثلاثين عنصرا من التنظيم قتلوا الأربعاء في اشتباكات مع الشرطة العراقية في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، بينما قتل عشرون آخرون في معارك بمحافظة ديالى وفق مصادر أمنية عراقية.
وأكد المراسل أن مقاتلي التنظيم بادروا الثلاثاء بالهجوم على الجانب الشرقي من مدينة الضلوعية، حيث تتمركز قبيلة الجبور وقوات عراقية، وأنه تم صدهم إلى المناطق التي يسيطرون عليها قرب البلدة.
وبث ناشطون تسجيلا يظهر جانبا من بلدة الحردانية شمالي الضلوعية بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها الثلاثاء. ونشبت الأربعاء حرائق في عدد من البساتين في الضلوعية جراء قصف جوي ومدفعي للجيش العراقي. يشار إلى أن الاشتباكات مستمرة في الضلوعية ومحيطها منذ ثلاثة أشهر تقريبا.
من ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة في كركوك (250 كلم شمالي بغداد) إن قوات البشمركة الكردية انسحبت من بلدتي غيدا وسعدة جنوبي المدينة، بعد أن تمكن مقاتلو تنظيم الدولة من السيطرة عليهما مجددا.
وفي محافظة الأنبار غربي العراق، شدد مقاتلو تنظيم الدولة حصارهم لستة أفواج تابعة للجيش العراقي يبلغ عدد عناصرها نحو 600 في منطقتين منفصلتين بالمحافظة. وقال ناشطون إن اشتباكات اندلعت الأربعاء في محيط بعض المقار العسكرية المحاصرة، وتحدثوا عن سيطرة مسلحين على مقر قوات "سوات" العراقية الخاصة قرب الرمادي.
وقال الصحفي محمد جليل للجزيرة إن تنظيم الدولة يتبع إستراتيجيات لتقليل الخسائر جراء الضربات الجوية في الأنبار، مشيرا إلى أنه يتوسع منذ أيام في محيط مدينتي الفلوجة والرمادي متحديا تلك الضربات.
وتخوض قوات من الجيش العراقي معارك ضارية ضد تنظيم الدولة في أغلب مناطق محافظة الأنبار، وازدادت وتيرة تلك المعارك بعد سيطرة المجموعات المسلحة قبل حوالي شهرين على الأقضية الغربية من المحافظة (عانة وراوة والقائم والرطبة) إضافة إلى سيطرته على المناطق الشرقية منها (قضاء الفلوجة والكرمة)، كما يسيطر عناصر التنظيم على أجزاء من مدينة الرمادي.