مظاهرات بكيسمايو لاستبقاء القوات الكينية
عبد الرحمن سهل-كيسمايو
تظاهر المئات من سكان مدينة كيسمايو الأحد لدعم القوات الكينية المسؤولة عن حماية مدينتهم الإستراتيجية، ولرفض القرار الصادر من الاتحاد الأفريقي الذي يقضي بنشر قوات أفريقية مشتركة برئاسة قوات سيراليونية محل القوات الكينية بكيسمايو، وهو قرار لقي رفضا واسعا رسميا وشعبيا.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ انتشرت قوات جوبا لاند على جوانب الطرقات الرئيسية، وأوقفت حركة السيارات المدنية كما أغلقت الأسواق والمحلات التجارية والمؤسسات التعليمية حتى انتهاء فترة المظاهرات.
وقد وصل المتظاهرون إلى الملعب الرياضي الرئيسي في المدينة، حيث ألقى عدد من المسؤولين كلمات مقتضبة أمام الجماهير.
وردد المتظاهرون شعارات تؤكد الصداقة القوية بين سكان مناطق جوبا والقوات الكينية، كما رفعوا لافتات كتب في بعضها "القوات الكينية ليست لديها مصالح خاصة" و"بدون القوات الكينية سيضيع سكان مناطق جوبا" و"القوات الكينية تقدم لنا المساعدات الطبية" و"القوات الكينية صديقة لشعب جوبا لاند" و"نعم للقوات الكينية والإثيوبية لأنها قوات محترفة".
وتم تنظيم مظاهرات مماثلة في عدد من المدن الواقعة في مناطق جوبا أبرزها أفمدو وطوبلي وولاية جدو. ورغم أن الجميع تحدث عن القوات الكينية فإن القوات الإثيوبية كانت حاضرة في اللافتات.
ترحيب
ورحب النائب الثاني لرئيس إدارة جوبا الانتقالية عبد القادر حاجي محمد بتنظيم المظاهرات، ومشاركة مختلف فئات المجتمع المدني كالمرأة والشباب وشيوخ العشائر وغيرهم.
ودعاهم إلى التزام الهدوء وترسيخ قيم المظاهرات السلمية في المجتمع، ووعد بنقل رسائلهم إلى الحكومة الاتحادية الصومالية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إيغاد) وبقية الجهات المعنية.
وقال عبد القادر "أمتدح موقفكم وتمسككم بعدم تغيير القوات الكينية المتمركزة في مناطق جوبا".
ووفق تصريح خاص أدلى به الناطق الرسمي باسم إدارة جوبا الانتقالية عبد الناصر سيرار للجزيرة نت، فإن إدارة بعثة قوات حفظ السلام الأفريقية بالصومال أصدرت قرارا يقضي بتحويل مسؤولية القوات الكينية في كيسمايو إلى قوات أفريقية.
ووصف هذا القرار بأنه مسيّس ويحمل مخاطر كبيرة، ولن يخدم الاستقرار الذي تحقق في الفترة الماضية في المنطقة، على حد قوله.
وقال سيرار للجزيرة نت "هذا القرار لن يساعد في محاربة حركة الشباب المجاهدين، بل إنه يعطيها فرصة ثمينة، وسيؤدي إلى إحياء أمراء حرب جدد في المنطقة".
كما أكد حقيقة خوض القوات الكينية حروبا شرسة ضد حركة الشباب وتمتعها بمهارات قتالية عالية واحترامها خصوصيات الشعب، كما أكد تمسك الإدارة والشعب بهذه القوات.
رمز سلام
بدورها حيّت الناشطة لول جامع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ودور قواته في الوقوف إلى جانب سكان مناطق جوبا، وقالت الناشطة بالمجتمع المدني للجزيرة نت "كينيا بالنسبة لنا رمز للسلام في أفريقيا لأنها حررت مدينة كيسمايو من الإرهاب، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي وقفت إلى جانبنا". وذكرت أن القوات الكينية مسالمة، ومستعدة لتحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة حركة الشباب.
وأضافت "نحن نتظاهر ضد القرار الصادر من قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال (أميصوم) ونرى أنه قرار عنصري يفرق بين القوات الأفريقية المنتمية إلى بعثة قوات الاتحاد الأفريقي.
وتقول السيدة بتران محمد عبد الله إن "علاقة سكان مناطق جوبا مع القوات الكينية ممتازة، ونرفض إخراجها من كيسمايو".
يُذكر أن القوات الكينية والصومالية استولت على بلدة طوبلي في أكتوبر/تشرين الأول 2011، ثم تحركت نحو مدينة كيسمايو التي أحكمت قبضتها عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2012.
وقد أثار التدخل العسكري الكيني بمناطق جوبا توترا سياسيا وأمنيا وإعلاميا خلال العامين الماضيين بين الفرقاء الصوماليين، وقد اتهمت مقديشو في وقت سابق القوات الكينية بعدم التعاون مع الحكومة الفدرالية، وهو اتهام نفته كينيا وإدارة جوبا الانتقالية الموالية لحكومة مقديشو.
ورغم إنهاء الخلافات بين مقديشو وكيسمايو فإن تغيير القوات الكينية المتمركزة في كيسمايو قد يعيد علاقات الجانبين غير المتينة إلى مربعها الأول، وفق مراقبين صوماليين، وهو ما يهدد اتفاقية أديس أبابا الموقعة بينهما في أغسطس/آب الماضي.